قبل ست سنوات تقريبا أي في سنة 2014 طالبنا – في التيار الوطني التقدمي- بتشكيل حكومة ظل شبابية، وذلك بعدما تبين لنا غياب الإرادة الحقيقية لمعالجة ملف الشباب أو النظر في قضاياه الكبرى(كالتعليم، والعمل، والهجرة، والتطرف ،والمخدرات، وتأخر سن الزواج،والسكن……الخ). وقدد بررنا مقترحنا - في ذلك الوقت - بالحجج والاعتبارات التالية:
1ـ لأن أي محاولة لتجديد الطبقة السياسية لن تؤتي أُوكلها ما لمتسبقها عملية تأهيل سياسي للشباب أنفسهم، تساعد في تثقيفهمحول القضايا الوطنية الكبرى، وتدريبهم على المتابعة اليومية للشأنالعام.
2ـ خلق سلطة شبابية - ولو رمزية - قادرة على الدفاع عن مصالحالشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة وتأثيرهم في صناعةالقرار.
3ـ تعزيز الرقابة الشعبية على العمل الحكومي عبر المتابعة والمواكبةوالنقد، كما يمكن لحكومة الظل الشبابية (الموازية) أن ترفع السقفعلى الحكومة القائمة (الأصيلة)، وأن تظهر أخطاءها، وتكشف للرأيالعام الوطني عيوبها ونواقصها.
4ـ المساهمة في وضع استراتيجية شبابية وطنية يمكنها إخراجالشباب الموريتاني من مأزقه الحالي، وتسخير طاقاته وإمكاناتهلخدمة التنمية.
5ـ نشر ثقافة الواجب وتحمل المسؤولية والتطوع لخدمة الصالح العام، وإعطاء الأولوية للعمل الوطني علي حساب العمل السياسي.
6ـ يمكن لهذه الحكومة أن تساهم في حماية الثوابت الوطنية، وتمتيناللحمة الاجتماعية، وأن تكون أداة لجسر الهوة بين الأغلبية والمعارضةنظرا لكونها ممثلة للشباب الوطني المتسامي علي الصراعاتالسياسية الصغرى.
7ـ بعد أن تنضج هذه التجربة سيصبح لدينا جيلا من الشبابالموريتاني المتمرس سياسيا، والمتمكن من أساليب الإدارة والتسييرالعام، والمحيط بواقع مجتمعه وقضايا أمته.
بيد اننا اكتشفنا - بعد عدة لقاءات واتصالات - أن الظروف غير مناسبة نظرا لعمق الخلافات وتباعد الرؤى بين مختلف مكونات الطيف السياسي الوطني عموما، والشبابي خصوصا.
إننا اليوم - في ظل المناخ السياسي الإيجابي الذي تعرفه بلادنا –نجدد دعوتنا لكافة التيارات والحركات والمنظمات الشبابية، وللشباب المستقلين من أجل الانخراط في مشاورات سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ظل شبابية، وذلك نظرا للاعتبارات المذكورة اعلاه.
ملاحظات:
1- تجربة حكومة الظل الشبابية تم تطبيقها في بعض الدول، وقدجرت العادة أن تتشكل من شباب متطوعين يكونون من أصحابالكفاءات العلمية أو الخبرات المهنية والنقابية.
2- حسب المقترح ستضم حكومة الظل الشبابية (الموازية) نظيرالكل وزير من وزراء الحكومة القائمة (الأصيلة) تكون مهمتهمتابعة ملفات وشؤون قطاعه الوزاري بشكل يومي وتقديم آرائهومقترحاته حولها.
نواكشوط في 17 إبريل 2020
اللجنة الإعلامية للتيار
.jpeg)
.jpeg)