عقب ظهور فيروس الكورونا، اببضع حالات معدودة في بلادنا ومع تعزز وجوده في العالم وتزايد حالاته في محيطنا الحدودي، ظهرت خلية أزمة، على الصعيد الوطني للتصدي والتعامل مع هذا الضيف الثقيل.
ورغم أهمية ما بذلت الدولة والحكومة، من جهود لمواجهة هذا الوباء، ورغم بعض النواقص والثغرات والتساؤلات المشروعة، بحكم طبيعة العمل البشري، إلا أن حكومتنا جديرة بتفهم الوضع الراهن، والانتباه إلى أن كثيرا من البرامج والمشاريع الحكومية السابقة، التي كانت مبرمجة للتنفيذ، ينبغي التخفيف من التركيز عليها، إلى أن نتجاوز هذا المنعطف الوبائي الاستثنائي.
وبحكم الوضع الراهن، ينبغي كذلك أن تتقلد خلية أزمة "كورونا" الكثير من المهام، لسبب أنها تقريبا، هي التي تتولى جزءا معتبرا من العمل الحكومي اليومي، والمرتبط بوجه خاص بالكورونا، كما ينبغي أن تعرض هذه الخلية على الفحص الفيروسي بصورة منتظمة، لتتمكن من الالتئام والاجتماع المنتظم، في سبيل تكريس المداومة والشفافية أمام أنظار الموريتانيين كافة.
ونكرر أهمية عدم إغفال الخطة الإعلامية، ضمن الخطة الوطنية العامة، لمكافحة كورونا، وعدم الاكتفاء بالجانب الإعلامي المرتبط بالقطاع الصحي.
فالنشاط الإعلامي المطلوب أوسع من ذلك المجال المهني المحدود.
ونظرا لعدم استبعاد حصول إصابات جديدة بسبب طبيعة بعض المتسللين من الحدود الجنوبية لبلدنا، أو لأسباب أخرى، فإن الوضعية الراهنة، وإلى ربما أيام الفطر، بعد نهاية شهر رمضان المبارك، قد تستدعي الإبقاء على جل الإجراءات الاحترازية الحالية.
وأما مسألة إغلاق الحدود وتشديد الرقابة على جميع المعابر، فتلك ربما ضرورة ملحة، نظرا لطبيعة الحالة الوبائية، في الإقليم المجاور والعالم أجمع.
مما يستدعي، حتى بعد انحسار فيروس كورونا في بلدنا، والتأكد من محدودية الإصابات، الاحتياط في أمر الانفتاح على العالم، لأن ما يعيشه غيرنا، أفدح وأخطر.
وفي المجال المعيشي بوجه خاص، ورغم الوضعية الراهنة المطمئنة، التي يعيشها سوقنا المحلي. فينبغي أن نستعد لما هو مختلف عن الوضع الراهن.
عبر رسم خطة تموينية واقتصادية، لتفادي وضعية اقتصادية صعبة، وفي المجال الغذائي بوجه خاص، قد تظهر وتتجلى، خصوصا في ما بعد كورونا.
وإذا كانت الحكومة الراهنة، بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، قد بذلت ما تستطيع من جهود، ايجابية متنوعة، لمكافحة كورونا، إلا أن للحرب تجارها وللظروف الصعبة الاستثانية، من يتنكر للإنسانية وكل القيم النبيلة، ويحرص على انتهاز فرصتها.
فلتحذر حكومتنا من الصفقات المثيرة والتصرفات المشبوهة.
واتقوا الله في هذا الشعب الفقير المغفل، فالمسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا، وأمانة عظيمة،يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الله تعالي" إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا".