... في هذه الحلقة سنتناول النقطة الرابعة من الرسالة المفتوحة الموجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية بتاريخ 28/3/020، والتي كانت كالتالي:
"4. دعوة الجيش وقوى الأمن للإشراف على تنفيذ خطة مواجهة الوباء"!
فلماذا المطالبة بتولي الجيش وقوى الأمن الإشراف على تنفيذ خطة محاربة الوباء؟
وقبل الجواب على هذا السؤال، نبدأ أولا بتهنئة أولي الأمر على اتخاذهم هذا القرار الصائب، كما نهنئ الشعب عموما والمستفيدين من خطة مكافحة كورونا خصوصا عليه، لأنه يجعل ما هو أساسي وجوهري في أمن وسلامة أرواح الشعب وقوت المواطنين الضعفاء بين أيد قوية وأمينة خلال هذه الفترة العصيبة!
فمما لا شك فيه، فيما يتعلق بتنفيذ الحجر المنزلي، وحظر التجول، وإغلاق المنافذ، أن تَفَهُّم العقلاء منا لتلك السياسة الرشيدة وخضوعهم لها وتعاونهم في تطبيقها، لم يكن ليحقق الهدف المنشود، ولا ليردع فوضى حركة الناس، لولا تدخل الجيش وقوى الأمن وضربهم بيد من حديد على أيدي العابثين، والصرامة التي واجهوا بها المنفلتين والمتلاعبين بأرواحهم وأرواح الآخرين.
أما فيما يتعلق بتوزيع الغوث، فلا جدال كذلك في أن الجيش أكثر كفاءة وأشد صرامة وأقدر على تحمل المشقات من غيره، ولديه من الوسائل والانضباط ما يستطيع به إنجاز هذه المهمة في هدوء واحترام وانسجام وشفافية. وقد قدم الدرس بامتياز مساء السبت في الأحياء الشعبية بانواكشوط الجنوبية! وتعود تجربته في توزيع الإعانات على المحتاجين إلى أيام الجفاف في السبعينات.
إن جيشنا الوطني الجمهوري الجديد البطل وقوات أمننا الباسلة،وإن عودونا على انتصاراتهم الباهرة في مختلف حروبهم ومعاركهم النوعية المظفرة ضد أعداء الوطن من عابثين وإرهابيين ومهربين وطامعين في حوزتنا الوطنية من داخل الحدود وخارجها! فإن معاركهم وعملياتهم ضد وباء كورونا هذه الأيام كتأمين الحدود من المتسللين، وفرض الحجر والعزل، وحظر التجول، والتوزيع العادل للغوث على المحتاجين الضعفاء،لتعادل - إن لم نقل: تفوق- في أهميتها ما كان عودنا عليه من انتصارات في ميادين القتال مع العدو!
خاصة أن هذا النوع من العمليات الصعبة، في الظروف المصيرية الحاسمة، قلما يحقق الهدف منه؛ بل غالبا ما ينجح المفسدون في اختطافه وتخريبه وصرفه عن وجهته وهدفه!
لقد أظهر هذا الدرس أن بلادنا تستطيع - إذا أردنا- أن تقرر وتنفذ، وأعطى بصيص أمل في إمكانية فتح ثغرة في مجال الشفافية وعدالة التوزيع؛ رغم ما يعترض ذلك من عقبات!