حينما تكون فقيرا محتاجا، احذر على كرامتك،و حين تكون غنيا ميسورا، احذر على مروءتك ،و حين تكون غضبانا، احذر من نفسك،و حين تكون صحيحا معافى مرتاحا ،احذر من الغفلة عن ذكر الله،و حين تكون مريضا أو مبتلى، احذر من الخوف أو اليأس من فرج الرحمان.أما حين تكون حاكما أو مكلفا بأمانة،فاحذر من الظلم و أحرص على العدل و أصبر على المخالف و قرب الناصح و أبعد المداحين، و رد المعتدى، دون طيش.
و إن كنت محكوما، فاحذر موالاة الظالم المتغطرس الامبالى .
و إن كنت مسافرا،فاحرص على الصبر على رفقتك و أكرمها،و إن كنت مقيما هنيئ البال ،فلا تنس الموت و الارتحال بغتة، عن هذه الدار .
و إن كنت وجيها،فابذله فى محله،فهو أغلى من أن يضيع.
و إن كنت عالما، فلا تجعله بضاعة مزجاة، تأكل منها و تبنى الحطام الزائل،بل تذكر،و علمه ماذا عمل به؟!.
و إن كنت مهابا ،فأحرص على التواضع و أرفع الضعفاء.
و إن اطلعت على بعض عورات الناس،فاسترها و لا تبدى معرفة بها،عسى أن تبتلى، فتندم.
و أعلم أن من أعظم سر العارفين بالله،الصبر و الإلحاح فى الدعاء.
و أعلم أن لا حفظ، مع ترك التكرار،فألزم تذكر الموت و ذكر الله.،و تكرار ما تحفظ من العلوم.
و إذا أحببت أو رضيت، فلا تبالغ فى المدح و الثقة،و إذا كرهت، فاحترس من إشفاء الغليل و هضم الحق.
و أعلم أن الحياة قلب، فغناها إلى فقر، و قوتها إلى ضعف، و حياتها إلى موت،و ملكها إلى زوال،و لا تخط بيمينك من الانتقاد، ما لا يليق و لا يستقيم ،و لا من الثناء، ما يزرى بالمروءة.
و إذا كانت التجربة قد أكدت أن صروف الدهر،تحول و تبادل مستمر ،بين السراء و الضراء.
فعملا بتوجيهه،صلى الله عليه و سلم ،فلنشكر الله لنعمائه ،و لنصبر على اللواء و الضراء،وقت نزولها.