في حملته الانتخابية، قدم المرشح لرئاسة تركيا من أحزاب المعارضة السبعة كمال قلجدار أوغلو عددا من الوعود التي قال إنه سيسعى لتنفيذها إذا ما تم انتخابه رئيسا لتركيا.
تضمنت تلك الوعود دخول المواطنين الأتراك الاتحاد الأوروبي بلا تأشيرة، والحصول على استثمارات بـ 300 مليار دولار، وإعادة جميع "الأشقاء السوريين والأفغان" من تركيا إلى بلدانهم الأصلية.
ولم يتمكن قلجدار أوغلو من التباهي بأي مشاريع منفذة على أرض الواقع بعكس أردوغان، إلا أنه اعتمد على تقليد يتمثل في إرسال مقاطع فيديو يسجلها مساء كل يوم من مطبخه إلى ناخبيه، لعل من أكثرها شعبية حديثه عن قضية ارتفاع التضخم وأسعار المواد الغذائية. وقال تحالف أحزاب المعارضة الذي رشح قلجدار أوغلو إنه أكثر من 561 ألف موظف ومتطوع من المعارضة سيراقبون الانتخابات.
وقد صرح قلجدار أوغلو لصحيفة "سوزكو"، أواخر إبريل الماضي، بأنه لا يثق في وكالة أنباء "الأناضول" الحكومية، التي تنشر نتائج الانتخابات بشكل تقليدي، وتابع: "إذا رأى مراقبونا في مراكز الاقتراع أن الأرقام الواردة في الوثيقة النهائية تختلف عن حساباتهم، فلن يوقعوا عليها".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد سخر أكثر من مرة من وعد قلجدار أوغلو بتلقي 300 مليار دولار من الاستثمارات لتركيا في تجمعاته الانتخابية، حيث ذكر أردوغان أن تركيا سددت ديونها لصندوق النقد الدولي عام 2013، وأنهت علاقاتها مع الصندوق.
ويتابع قلجدار أوغلو لصحيفة "سوزكو": "لقد ذهبت إلى لندن، والتقيت بعدد من الصناديق الاستثمارية، وقالوا لي هناك: لو أصبحت ديمقراطيا، وإذا كانت الحياة والممتلكات آمنة، وإذا تم إرساء سيادة القانون، فنستثمر في تركيا"، مؤكدا على أنه تلقى الوعود بالحصول على 300 مليار دولار للاستثمار في تركيا على مدار خمس سنوات، في مجالات محددة للاستثمار".
وأشار قلجدار أوغلو إلى أن تركيا سوف "تتحد مع إيران والعراق وسوريا وتحرر المنطقة من الإرهاب"، وشدد على أنه "لن يتمكن الإرهاب من الانتشار إلينا، مثلما يشكو الشرق الأوسط من الإرهاب"، مؤكدا على ضرورة "تطهير المنطقة من الإرهاب"، وتابع: "تركيا هي الدولة المهيمنة في هذه المنطقة، وسنجعلها أقوى دولة في حوض البحر الأبيض المتوسط بأسره".
كذلك أثار قلجدار أوغلو الجدل بإعلانه، في أبريل الماضي، على موقع "تويتر" عن انتمائه للطائفة العلوية الدينية، دون أن يقدم قلجدار أوغلو إجابة واضحة على قضية تنوع الإسلام الذي أعلنه.
ردا على ذلك تساءل وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو عن سبب قرار قلجدار أوغلو الإعلان عن ذلك الآن، مشيرا إلى أن العديد من العلويين يعملون كـ "مدراء عموم، وقادة في الشرطة، وغيرها" بالأساس.
في أبريل كذلك، أفاد أونال شفيكوز، مستشار قلجدار أوغلو، بموقف المرشح المعارض من السياسة الخارجية، حيث عبر عن ثقة تركيا في أنها ستكون قادرة على الحفاظ على علاقات جيدة ومتوازنة مع روسيا، إذا ما وصل مرشحها إلى كرسي الرئاسة، إلا أنها ستقوم بـ "تذكير روسيا أنها عضو في (الناتو)".
كذلك أرسل قلجدار أوغلو، في أبريل، رسالة إلى المشاركين في المائدة المستديرة في روسيا حول الانتخابات التركية بأنه "يعتبر الإجراءات المناهضة لروسيا غير صحيحة وتمييزية"، وأشار إلى أن "التحالف الوطني" الذي يترأسه يعتزم مراعاة مصالح تركيا عند بناء العلاقات مع الدول الأخرى، وفي العلاقات مع روسيا فإنه يهدف إلى القدرة على التنبؤ والاستقرار والثقة والاحترام المتبادل.
ومن بين خططه قصيرة المدى، إذا ما وصل إلى السلطة، ينوي قلجدار أوغلو ضمان استمرار "صفقة الحبوب"، وإنهاء الصراع في أوكرانيا، وأكد على امتثاله لاتفاقية مونترو. وقال: "إن استمرار العلاقات الصحية مع روسيا يصب في مصلحة تركيا".
وسارع أونال شفيكوز أيضا إلى دحض الادعاءات الواردة في المقال حول نية المرشح فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.