
الأكيد أننا من أقل شعوب الله اهتماما بالنظافة الشخصية الفطرية، وبالنظافة العامة السَّوية، ومن أكثرها كُفرا بالطاعة للنصائح الصّحية،.. يقول الرائد افرير جان إنه لم يلتق بأمة أقذر منَّا، تختفي بشرتها تحت سُخام الوسخ،.. وقد تأبَّدَت الحالة معنا، لم نتغيَّر كثيرا رغم قُرون من هَذْرَمة لبابِ الطَّهارة بالماء قولا لا فِعلاً ولا تدبُّرًا.
تزورنا كل سنة تشكيلة من الأوبئة الصّامتة والمُعَتَّم عليها، حُمّى الضّنك والتيفوئيد والحُمى الصفراء، طقم مُتكامل من الحُمَّى النَّزفيَّة، مُطعَّمٌ بالوادي المتصدّع والملاريا، وأنواع الديدان، وأشياء لا ندركها، فتتكفل العناية الإلهية بها وترحل نهاية كل خريف وجُلّ الشعب لم يعلم لها ذكرا.
نسبة وفيات كورونا ضئيلة جدا، وتأتي بعيدا تحت أقل الأمراض التقليدية فتكا. الهلع الحالي تُغذّيه حالة استنفار نفسي وإعلامي تُربكها سرعة تنقّل الفيروس وسهولة انتقاله، وشدَّة تَحسّس الحكومات من تُهمة الاهمال.
لا توجد أدوية تقاوم الفيروسات بفعاَّلية،.. فقط مناعة الجسم هيَّ سيّدة الموقف في التغلب عليها، فلنساعدها على حُسْن القيام بمهمتها بالنظافة والتغذية السليمة وبمستوى من ضبط الاحتكاك بالآخرين.
النّصائح ماتْخِصْ ظَركْ، يغير اسْوَ، .. اكثروا من استخدام الحِمضيات ،.. البرتقال والليمون والماء الدافئ مع العسل والثوم والزنجبيل وما تيسَّر من الحساء ،..
انفقوا على التغذية جزء من ميزانية التهريج المُخصَّصة يوميا لشحن الهواتف بالرّصيد،.. احرصوا على التَّهوية الجيدة وتشميس الأثاث والملابس واستخدام المعقمات بحساب.
كلغ من البرتقال ب 30 أوقية ج في السّقط، و20,2 أوقية ج في الجملة ويكفي ستة أشخاص، وليمونة متوسطة تفي بالحاجة اليومية من فيتامين ج (C).
على وزارة الصحة الاستعانة بخبراء توعية من أصحاب الاختصاص، لتبليغ الخطاب بكثافة وتواتر يومي للأميين والبُسطاء فهم وقود الأوبئة وضحيتها الأوفر،.. في الصّين وإيطاليا تتجوَّل الشرطة في الشوارع بمكبرات الصّوت لتوعية شعوب واعية أصلا ومُتعلمة ومدركة لقيمة الانضباط الجماعي والطاعة في الظروف الاستثنائية،..
ظلَّت وزارة صحّتنا تُجزم -اجتهادا- أنَّ الفيروس لم (يأتي)، وأهملت لأسبوعين تأثير أداة جَزْمٍ في رسائلها النّصية (يأتِ)، فأرجو ألاَّ تُهمل تأثير الفيروس على شعب أمِّي، بعد أن (أتاهُ) يمتطي جسم استراليٍّ شَخَّص نفسه بنفسه..
لنتوكل على الحافظ الحفيظ، ولنلزم أنفسنا بالطمأنينة واستحضار اليقين بالله وحسن الظن به والإيمان بالقدر، ولنأخذ بالأسباب وأولها إعادة النظر في قذارة الأسواق، واغلاق المدارس ومراكز التّجمّع، فتركها مفتوحة سيكون عنوانا عريضا للاستهتار.
أسأل الله العافية لنا ولكم، حفظ الله موريتانيا.
الدهماء ريم