إنه من اللازم أن نعترف بالجميل للجنة المستقلة للإنتخابات التي قامت بعزل أحد أعضائها في بلدية عين فربه على خلفية قيامه بتسجيل عدد من الناخبين مستخدما وسائلة غير قانونية.
إن هذا الأمر يعطي الدلالة الكافية بأن السلطة في البلاد جادة في إيجاد قطيعة تامة مع الأساليب القديمة التي عرفناها من قبل ويجسد كذلك مصداقية حقيقية للعملية الإنتخابيةالتي تحتاج إلى ضمان الشفافية والنزاهة وتوفير فرص عادلة لجميع الأطراف المعنية ومنح الهيئات القضائية استقلالًا حقيقيا في ممارسة أعمالها.
إن الإنتخابات التي نحن بصددها فريدة من نوعها لتبنيها نظام التمثيل التناسبي الذي يضمن مشاركة الجميع لأن الانتصار فيه لن يعطي للفائز كل شئ ويحرم المنافسين الآخرين من كل شئ كما كان هو الحال سابقا.
لقد تعَوَدْنا منذ عقود على انتخابات كان هدفها الوحيد هو منح الشرعية لمرشح ما ولو تطلب ذلك السكوت عن كل أنواع التزوير والغش والاحتيال الذي قد يقوم بها.
إن ظاهرة التزوير، الغير قانونية والغير أخلاقية، لا يزال من الصعب إيقافها ما لم تواجه بعقوبات قاسية لأن الأفراد الذين يرتكبونها يقترفون فعلتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون وقد تعودوا على غياب ممارسته طيلة العشرية الماضية التي كان طابعها فرض قانون القوة بدل قوة القانون.
بخصوص ما حدث في عين فربه، فإننا نستغرب كون هذه العملية أجريت في يوم واحد وهو اليوم الأخير من التسجيل وقد يحق لنا أن نتساءل عن ما إذا كانت هناك جهة ما وراءها تهدف لتغيير اللعبة لصالحها.
ولِكَوْنِ الضرر الذي قد يصيبنا نتيجة هذه التصرفات قد يكون وخيما فإننا نطالب السلطات بتحقيق شفاف يضمن الكشف عن ملابسات هذه القضية وحيثياتها ومعاقبة الجناة المتضلعين فيها.
الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
مهندس في مجال البترول
عين فربه يوم 7/3/2023