الأقصى أقصيت من لقاء الرئيس .ترى هل تم ذلك اعتباطا .لا، تم عن قصد،لأن بعض المتنفذين لا يريدون لهذا المنبر الحضور،و الحقيقة أننى كصحفي و كاتب و مهتم بالشأن العام، فرضت نفسى ،عبر التميز و الإقدام و المشاركة،و الحسد و الظلم و الحيف، لن يتوقف إطلاقا .
و غيرى كثيرون، قد مسهم التغييب،و جلس على مقاعدهم، آخرون حضروا فى الواقع الاحتفالي،رغم ضعف الأداء و الفهم و الجسارة!.
إن لقاءات الرئيس مع الصحافة،حسب اللقاء الصحفي الليلة،يتجه لاستنساخ اللقاء الأسبوعي مع الناطق الرسمي،إثر اجتماع مجلس الوزراء،مما سيجعل لقاء الرئيس الحالي مع الصحافة،مع مرور الوقت،ممجوجا و فاشلا،لأن عنصر الإنصاف و التوازن، تم تجاهله ،عن قصد أو خطإ.
إن الواقع الإعلامي اليوم ينطق بحقيقة مرة ،مثيرة للتشاؤم.
فالعناصر الإعلامية المقربة من طرف النظام الحالي،هي نفسها عناصر ولد عبد العزيز،التى قربها و احتنكها و عين بعضهم فى آخر عهده،و العهد الراهن لم يقم إلا بتطبيع ذلك الاختيار والبصم على نفس الائحة،دون تبديل أو تجديد،و غيرهم ممن تفهم الإصلاح الحالي، و لو كان ذلك الإصلاح تدريجيا أو نسبيا أو بطيئا،مازالوا محل تحفظ أو بين قوسين باختصار!.
إن الظلم و الإقصاء سمة مركزية،لدى الأنظمة الفاشلة،المنذرة بالتراجع و نفور سائر الخيرين منها،و إذا أراد هذا النظام لنفسه السلامة و التقدم،فليحذر من لعبة الغبن و الظلم و الإقصاء.
قد تجدون هنا أو هناك حديثا موجزا أو متوسطا عن ما دار فى اللقاء،غير أنى بسبب عدم الحضور ،ركزت على نصيبى منه،أي التغييب و الإقصاء،و هو أمر قد يسر البعض او يتجاهله البعض الآخر لكنه غير مستساغ فى حسابى و لن أغض الطرف عنه عفوا،على مذهب "أدر له الخد الأيمن".
إن المعطيات السياسية الراهنة قد تفرض التعامل مع التجربة السياسية الراهنة بقدر معتبر من الحذر و التفهم،عسى أن لا تذهب وحدة موريتانيا فى خبر كان،لكن ليس لك أن تكون "أكثر ملكية من الملك".