"أشكو إلي الله ضعف الأمين وخيانة القوي - عمر بن الخظاب"
يحز في النفس ما هو بارز من الظلم الذي يفطر القلوب ويدمى المقل وما هو حاصل من السكوت عليه او بالاحرى أن يكون الصمت متعمدا بطعم السيبة؛ ظلم يتمثل بوضوخ في الاستمرار الممنهج لاستنزاف مقدرات البلد من طرف الشركات العالمية بمباركة المتمالئين من المسؤولين المرتشين وهم يقبضون بلا خجل من تحت الطاولة علي حساب:
ـ هيبة الوطن،
ـ وكرامة اهله،
ـ وضربا كذلك عرض الحائط بميزاته الحضارية وقيم دينه الحنيف، من ناحية.
كما يتجلي هذا الظلم من ناحية أخرى في استمرار العمل بإملاءات منظومة اجتماعية طبقية تراتبية لا تخضع لموازين العدالة التي امر الله ان تكون وقد وصفها وصفا دقيقا، ولا كذلك لمنطق ضرورات التعايش السلمي حتى يظل مبنيا علي إملاءات التكامل والتقاسم العادل لجميع مقومات البقاء.
وإن الظلم المتأتي من هنا هو الذي يكرس هذا الوضع المأساوي من التخلف علي جميع الأصعدة، بدأ بتعثر التعليم بسبب ضعف المناهح وغياب المحفز الوطني في مضمونها، مرورا بالصحة المهملة بسبب غياب الاستراتيجية الملائمة والكادر المتخصص والمتحرر من تأثيرات النفسية الرجعية، وانتهاء بمجال الاقتصاد بكل تشعباته:
ـ الصناعية الغائبة،
ـ والتجارية الفوضوية المطبوعة بالطابع البدائي المرضي والفجور التعاملي المتمرد على الشرع والقانون حيت الجرأة على استيراد المرض ونشر الموت عبر السلع الدوائية المغشوشة والغذائية المنتهية الصلاحية ومواد البناء والتشييد والخدمات من أحط وأردء النوعيات.
فوضى عارمة تغطيها عقلية بدائية عصية على التحول وتبقيها عمدا طبقة من المتعلمين بشهادات عالية ومردودية معدومة على خلفية خيانة صارخة لمواثيق شرف الثقافة والعلم والشهادات العالية والمهنية المهجورة؛ طبقة أكثر إضرار بالبلد من كل عوامل التخلف مجتمعة والتي تحاصره.
وهي الطبقة بما هي فيه من نكوص يفضحه الوافع التي تحولت إلى "اللعنة" المدمرة التي تغذي الصراعات الببنية القبلية والشرائحية وتتبنى نهج تصفية الحسابات والعزل والإقصاء لتحقيق الأهداف السياسوية الضيقة على حساب السكينة والوحدة والاستقرار والبحث عن العدالة للجميع والمشاركة في بناء دولة المواطنة السوية.
فمتى تصدر صرخة ألم صادقة لفضح كل مواقف الصمت والتخاذل والتآمر لهذه الئبقة التي ترفل في حرير الرفاهية الوهمية؟
أو .. متى تزول لعنة المثقف؟
الرباط 14-02-2023