
تابعت صوتية طولها أربع وأربعون (44) دقيقة تتضمن مقابلة أجرتها وسيلة إعلام، يبدو أنها سعودية، مع الدكتور محمد المختار ولد اباه رحمه الله. كان اللقاء بمثابة درس بل دروس في أصول الفقه واللغة والترجمة وغيرها من العلوم التي أفاد فيها الرجل وأجاد.. ومن أكثر ما لفت انتباهي في المقابلة تواضع العالم وصدقه الذي يعكسه ذكره بأن سبب توشيحه في لبنان هو قدومه في موكب الملك محمد الخامس وتصريحه بأنه لو ترجم عن نفسه لما ذكر الأوسمة.. وقد تضمنت مذكرات "رحلة مع الحياة" مواقف ينم عرضها عن نزاهة فكرية قل نظيرها، سبق وأن علقت على بعضها في مقال: رحلة المختارين.
وأعتقد أن محمد المختار ولد اباه عاش حياة كريمة من أماراتها أنه عمر تسعة وتسعين عاما وظل طول حياته معتمدا على نفسه حتى مات واقفا:
قدر النخل أن يظل دواما
رافع الهام أو يكون قتيلا
ومن آيات اعتماده على نفسه أنه تعلم الملاحة الجوية ليتمكن خلال عطل نهاية الأسبوع من التحليق بطائرته الخاصة من انواكشوط إلى النباغية..
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
*محمد سيدي عبد الرحمن إبراهيم*