ومرة أخرى ينتشل رئيس الجمهمورية مهرجان المدن القديمة من خواء الحضور المعطاء بخطاب حمال لقيم ومثل المدنية التي - إن تم تفعيلها - قد تطرد أشباح الظلامية التي ما زالت تحجب قرص الشمس عن البلد وتمنع اللحاق بركب الأمم منذ واحد وستين عاما من الاستقلال.
وباستثناء ذلك الخطاب المدوي بشموليته، لن يسمع "شهداء" العلم والتواضع في "قبورهم" وهم -أحياء عند ربهم- ما يطمئنون به على حفظ ميراثهم العظيم الذي حصلوه بالهمة العالية، ولا عهدا بمواصلة مسيرتهم المظفرة ونهجهم القويم وبهمتهم العالية والمجردة من حب حطام الدنيا ومن الكبر وأوهام العظمة.
وبالطبع، سيكرر المدعوون من الحضور ، المحسوبون على المعرفة والبحث العلمي، على ما قاله من قبلهم المستشرقون الاوروبيون والمشرقيون الذي شغفوا بهذه المدن وقدروها حق قدرها وقد:
ـ أدرجوها بالإجماع في سجل "التراث العالمي"،
ـ وانتشلوا مخطوطاتها من الضياع وصوروها بتقنيات "المايكروفيلم" ووضعوا لها فهارس علمية دقيقة تسهل الرجوع إليها.
ذالكم ما لن يضيف عليه أو يحين اي كان من الاحفاد الحضور.
وأما السلك الدبلوماسي الحاضر فينقسم بين:
ـ ديبلوماسيين ملمين أكثر من الجميع بالمدن وقد ساهموا في التعريف بها في بلدانهم وأثروا اليونسكو بكتاباتهم وبحوثهم وصورهم وأفلامهم وبمساهمة بلادهم بالترميم والبحث الأركيلوجي عن الأثار كما فعل الاسبان في مدينة "ولاتة" حيث أخرجوا البيوت القديمة من تحت الرمال وأعادوا إليها جمالها المعماري وألقها الحضاري الذي كان،
ـ ودسبلوماسيين جددا يحملون في نفوسهم حبا وفي حقيبة مهامهم بندا تعاونيا بالاشتراك في الحفاظ على هذه "الجواهر" التي يفضل عليها المكتشفون الجدد من الأحفاد الغافلين متعة المال السهل - وكان الأجداد في زهد قي تحصيله وعفة عنه مشبوها - الاستثمار بعيدا عنها والعودة إليها فقط كل ما حانت الدورة للتشفي في أحوالها وساكنتها الصابرين جهد البلاء وهي وهم يراوحون مكانهم في الزمكان استاتيكي.
فهل يشحذ الخطاب الحمال الهمم المترهلة ويصحبه تقريع لها واستبدال بمن سينصفون وطنهم ويحيون دفين تاريخهم الملهم؟
الرباط 20-01-2023