
أشرف وزير الصحة السيد المختار ولد داهي اليوم الجمعة من مركز الاستطباب الوطني في نواكشوط، على انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية، المنظم تحت شعار “الالتزام بالرضاعة الطبيعية، تثقيف ودعم”.
ويسعى القائمون على الأسبوع، الذي يستمر إلى غاية 22 ديسمبر، وينظمه قطاع الصحة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة، إلى التحسيس بضرورة رضاعة الطفل، وحث الأمهات على رضاعة أبنائهن رضاعة طبيعية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح وزير الصحة أن العديد من الأطفال بالبلد يعاني من سوء التغذية نتيجة عدم الحصول على رضاعة طبيعية، مبرزا أنه رغم التحسن الملحوظ في هذا المجال لا زالت الأرقام تتطلب مضاعفة الجهود لحصول جميع الأطفال على رضاعة طبيعية.
وأشار إلى أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية سنة 2011 يمثلون نسبة 26%، وأن آخر تحقيق في هذا المجال أثبت أن النسبة وصلت إلى 41%، ما يشكل تحسنا ملحوظا في هذا المجال، إلا أن الهدف الذي حددته منظمة الصحة العالمية يتمثل في 50% من الأطفال في أفق 2025، وهو ما يفرض على الجميع مضاعفة الجهود، كل من موقعه، للوصول لهذه النسبة.
وأكد نية القطاع مواجهة التحدي وصولا إلى 55% في أفق 2025 للأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية مدة 6 أشهر على الأقل، مطالبا الجميع ببذل كافة الجهود، خصوصا الأمهات.
وقال إن الرضاعة الطبيعية للطفل هي لقاح وغذاء ودواء ويجب توفيرها لكل طفل، داعيا كل الفاعلين والمؤثرين في المجتمع إلى التحسيس والتعبئة حول الموضوع.
وبيّن أن منظمة الصحة العالمية اتخذت مجموعة من الإجراءات في سبيل ذلك، مشيرا إلى أن النظام الصحي الوطني مطالب بتطبيق تلك التوصيات، ومن ذلك بعض الإجراءات التي تنظم بيع وتداول البدائل الأخرى للرضاعة بالمستشفيات، مؤكدا تحريم هذه البدائل بكافة المستشفيات والدعاية لها.
وشكر منظمة الأمم المتحدة للطفولة، الشريك المالي والفني، على الدعم والمواكبة الدائمين للعديد من المجالات الصحية في موريتانيا.
من جهته عبر الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للطفولة السيد مارك ليسي عن سعادته بحضور الانطلاقة الرسمية للأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية، لافتا إلى أهمية هذه الخطوة لارتباطها بصحة وسلامة الأطفال الرضع.
وأضاف أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة تشجع أمهات الأطفال على الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر باعتبار أنها الحل الأمثل لتجنب الأطفال خطر الأمراض الشائعة، موضحا أن حليب الأم هو اللقاح الأول لحماية الطفل من خطر الأمراض.
وتخلل الحفل عرض قدمه السيد أحمد يوسف، تطرق فيه للفوائد الإيجابية للرضاعة الطبيعية على الأم والطفل، مستعرضا خطر الرضاعة البديلة وتأثيرها على صحة الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن صحة الأم والطفل تشكل أحد أهم مرتكزات استراتيجيات الصحة، حيث تستأثر بالمحور الأول في المخطط الوطني لتنمية القطاع 2022 -2030، كما تعتبر الرضاعة الطبيعية بمثابة لقاح فعال للرضيع يقيه من الأمراض وسوء التغذية، ويحميه من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، علاوة على كونها حجر الزاوية في بقاء الرضع والأطفال الصغار على قيد الحياة، كما أنها المصدر الأفضل لتغذية الرضيع، وتعزيز نمو دماغه، فضلا عن الفوائد الأخرى التي تستمر مدى الحياة لدى كل من الأم والطفل، والتي من أهمها تعزيز العلاقة ما بين الأم وطفلها.
حضر حفل انطلاق الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية، المدير العام للصحة العمومية، ومدير مركز الاستطباب الوطني وعدد من أطر الوزارة وممثلي المنظمات الدولية بموريتانيا.