إن قطاع التعليم جزء من كل، غير أنه يمثل المورد الذي يصدر منه ذلك الكل. ولكي لا تنضب ينابيعه يجب العمل على تماسك النسق التربوي المطلوب، و رسم استيراتيجية متكاملة واضحة المعالم تعالج الاختلالات و تضع أهدافا ممكنة التحقق، يشارك في صياغتها جميع الفاعلين .
ومن المعلوم أن التعليم في بلادنا مايزال ينخره الفساد للأسف .. وليست الأيام التشاورية الماضية إلا ترضية غير موفقة لأصحاب أجندات سياسية يطبعها التعصب للهوية حد التطرف، و محاباة للاعبي الورقة الحقوقية ذات الطابع اللوني .
ورغم ذلك يجب أن لا ننسى أن أمة متعلمة ليست كالتي يسودها الجهل ...
فالجهل ظلمات .. وهو مبعث الفشل والتعصب والتطرف.
وبالعلم يسمو الفرد ويحصد الدرجة الرفيعة ويتبوأ المنزلة اللائقة التي تمكنه من التفاعل الإيجابي مع محيطه فيفيد ويستفيد .
وحين يتعلم الفرد نكون أمام مجتمع منتج وقد انصهر في بوتقة الوحدة الوطنية .. مجتمع قادر على بناء دولة تحكمها العدالة ويطبعها الانسجام ...
القيمة فيها للفرد العامل بعلمه لا المتكل على المحسوبية والزبونية .
وإنه لا يخفى على أحد ما يناله المتعلم في الأصل من مكاسب معنوية ومادية لا تتاح لغيره .
غير أنه في بلادنا -وللأسف الشديد- تصطدم هذه الحتمية أحيانا ببعض الرواسب العالقة في العقل الجمعوي والعاملة على وأد الملكات الفكرية للمبدعين.
لكن علينا أن نفهم أنه بالتعلم -والتعلم فقط- يكون التحرر من الخوف من التنمر، و يتم تجاوز العراقيل وتكسير القيود الاجتماعية المؤسسة على الخرافة؛ وبالتعلم يعلو الحق ويسود العدل وتنتصر الحقيقة التي لا تقبل التأويل، فالعلم أساس البناء .. البناء القابل للصمود
والأمثلة كثيرة على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول .
لذلك يجب أن نركز على تعليم الأبناء تعليما جيدا يراعي متطبات السوق ولا يغفل الجانب الروحي، وذلك بالمتابعة الدؤوبة والمراقبة التامة، وبالتوجيه والنصح والإرشاد .. ثم بتوفير كل ما تستلزمه الدراسة -قدر الإمكان- من الوسائل المعينة ....
فكل ما يتم استثماره في تعليم الأبناء تجنى ثماره في المستقبل المتوسط؛ و عندئذ تحل السكينة ويعم الرخاء