بدون الدخول في تفاصيل العبودية التقليدية والحديثة هناك قواسم مشتركة بينهما وهي تحويل الانسان الى شيء يباع ويشترى كتبت مقالا سابقا بعنوان: عبودية مشروعة ؟!
حاوات فيه تشخيصا للعبودية الحديثة فاذا كانت منظمات وحركات الحقوق المدنية قد أجبرت الدول المعروفة أصلا بتجارة الرقيق كأوروبا وأمريكا والدول العربية باستصدار قوانين تحريم وتجريم العبودية التقليدية بعد كثير من النضال..
فان العالم اليوم يعيش عبودية حديثة والتي بينا في المقال السابق أنها لا تختلف كثيرا عن العبودية التقليدية..
يقول المفكر الأمريكي ناعومتشومسكي في أحد لقاءاته: "إن عبودية الأجر لا تختلف كثيرا عن عبودية الرقيق، وإلى وقت قريب لم يكن هذا رأيا غريبا بل شائعا، فقد كان هناك اعتقاد سائد بأن الفرق الوحيد بين العمل للأجر والعمل كرقيق هو أن العمل للأجر من المفترض أن يكون مؤقتا بينما العمل كرقيق أمر دائم ).
ويرى أن الفروقات بين عبودية الرقيق وعبودية الموظفين بسيطة جداً: قديما كان الرقيق يُباعون ويُشترون، أما الآن فإن البشر يُؤجرون، ولا يوجد فرق كبير بين أن تبيع نفسك وأن تؤجر نفسك ).
(ويشرح ماركس هذا التغير في شكل العبودية من رق الإقطاع الزراعي التقليدي إلى الوظيفة الحديثة قائلا: "خلال عملية حظر الرق لم يزعم أحد بأن الثروة أو امتيازاتها قد أُلغيت.. ومن ثم كان لزاما أن تبقى الأشياء كما هي مع اختلاف الأسماء فقط.. العبودية إذن خُلدت في الأرض، لكن تحت اسم ألطف، إنها الآن مزينة باسم الخدمة (الوظيفة).
هذا الاسم اللطيف [الوظيفة] جعل الناس يتقبلون فكرة العمل لدى سيد تحت عنوان "موظف" وليس "عبد"، لكن رغم اختلاف اللفظين فإن المعنى تقريبا واحد، ولهذا يرى ديفيد جريبر، أستاذ الأنثروبولوجي في مدرسة لندن الاقتصادية، أن أول الوظائف العمالية التي ظهرت عقب الثورة الصناعية نشأت في البداية داخل مزارع العبيد، ويقول: "عوضا عن أن الناس كانوا يشتروننا ويؤجروننا، أصبحنا نؤجر أنفسنا بأنفسنا"
ويصرح تشومسكي في لقاء آخر: "إن عبودية الأجر لا تختلف كثيرا عن عبودية الرقيق، وإلى وقت قريب لم يكن هذا رأيا غريبا بل شائعا، فقد كان هناك اعتقاد سائد بأن الفرق الوحيد بين العمل للأجر والعمل كرقيق هو أن العمل للأجر من المفترض أن يكون مؤقتا بينما العمل كرقيق أمر دائم"
واليوم تطالعنا عبودية كرة القدم تلك اللعبة الاكثر شعبية في عالم المعمورة..
الا يتداول الهواة أخبار اللاعبين في ما يطلق عليه بالموسم من قبيل النادي الفلان أشترى الاعب الفلاني بسعر معين.. وأن النادي الفلاني قد بيع بمقدار كذا... تجار النخاسة هم السماسرة أو الوسطاء و كأننا في سوق نخاسة حقيقي والفرق هو أن هذا البيع والشراء بتراضي وتفاخر واقرار من ملايين المشجعين عن قصد أو غير قصد...
وهنا يتضح أن كرة القدم تحولت من تلك اللعبة الممتعة إلى لعبة تستلب العقول و الافكار والانسانيةوترجعنا إلى عصور قد خلت حيث لم تكن هناك أية قيمة للإنسانفقد كان يباع ويشترى انها باختصار عبودية العصر!!