حول التحضير لانتخابات 2023

تشهد الساحة السياسية الوطنية هذه الفترة، بوادر الاستقطاب السياسي المنتظر في النزال الانتخابي القادم، حيث توّجت أولى خطوات ذلك المسار بحوار الداخلية مع الاحزاب السياسية من أجل الموافقة على خارطة الطريقة التشاركية المناسبة لإجراء انتخابات تشريعية توافقية.

وقد كانت الورقة النهائية المقترحة من طرف معالي وزير الداخلية -والتي وافقت عليها كل القوى السياسية المشاركة في التشاور- على مستوى التحدي خصوصا ما يتعلق باعتماد النسبية في البلديات/ المجالس الجهوية، واستحداث لائحة وطنية خاصة بالشباب الأقل من 40 سنة، وإنهاء فوضوية التمثيل الانتخابي في نواكشوط.

وبما أن النظام اختار لواجهته السياسية في المرحلة المقبلة شعار "الإنصاف" فهي فرصة مناسبة لتثمين  انصاف الشباب باعتماد لائحة وطنية خاصة به، والتأكيد على ضرورة مراجعة الدور البارز الذي لعبه الشباب في الانتخابات الرئاسية الماضية تحت إشراف المنسقية العامة للمبادرات بقيادة الإطار المحترم حبيب ولد همت، وإعطاء أوامر صارمة لانصافهم إداريا وسياسيا قبل الانتخابات حتى يكونوا في ظروف مناسبة، لأن الرهان على سياسة استغلال الشباب مرحليا أصبحت متجاوزة ومكشوفة.

وإذا لم يتم تسير هذا الملف من أعلى الهرم فإن الزبونية والأبوية ستحول الإنصاف الانتخابي للشباب إلى مجرد شعار صوري كما حدث مع تجارب سابقة تأكد فشلها بعد حين.

ولاشك أن هذا النظام يعي جيدا الدور السياسي الصاعد للشباب محليا ووطنيا رغم غياب التأطير وضعف الإمكانيات المادية غالبا في مشهد سياسي منحت واجهته السياسية في السنوات الماضية لأصحاب النفوذ المالي على حساب القيادات السياسية والمجتمعية، ورغم كل ذلك كان الحضور الشبابي مبهر جدا في لوائح الانتخابات التشريعية والجهوية 2018 وفي الاستحقاقات الرئاسية 2019 حيث تشكلت مئات المبادرات الشبابية المتحمسة، وقد تابعتُ شخصيا بحكم طبيعة عملي في المنسقية العامة للمبادرات كل الجهود التي قام بها شباب المبادرات من التسجيل على اللائحة الانتخابية إلى نهاية يوم الاقتراح وإعلان نجاح مرشحنا من الشوط الأول.

وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الماضية كانت في فصل الصيف حيث تمركزت أغلبية القوى الناخبة بالعاصمة، ويحسب لتلك المبادرات النجاح الباهر في تغيير قاعدة انحياز نواكشوط للقوى المعارضة منذ بداية المسلسل الديمقراطي، وهي سابقة تاريخية تؤكد قوة تلك القوى الشبابية في الحشد والتحسيس رغم ضعف الدعم في الحملة الماضية.

______

أحمدو ولد أبيه 

ناشط شبابي ومرشح سابق لرئاسة المجلس الجهوي بالحوض الغربي

ثلاثاء, 20/09/2022 - 13:16