
لقد قام المكتب السياسي الوطني لحزب الشعب الموريتاني، تمشياً مع المهمة التي أسند إليه المجلس الوطني للحزب، بما يلى:
- إنشاء منطقة إدارية تسمى "تيرس الغربية" تتألف من مقاطعات الداخله والعرقوب وآوسرد (الذى يضم مركز آكوينيت الإداري)، ومقاطعة تشله التي تضم مركزي إنال واتميمشات، واللذين كانا يتبعان للولاية الثامنة. وفى الوقت نفسه، أصبحت لكويره مقاطعة تابعة للولاية الثامنة، وتضم مركز بير كندوز الإداري.
- تعيين المسؤولين الإداريين وأطر الحزب في الولاية وفي مقاطعة لكويره. وإني سعيد أن أخبركم أن الأعضاء الاستحقاقيين من هؤلاء في المجلس الوطني بموجب قوانين الحزب يوجدون الآن داخل هذه القاعة.
- اختيار المترشحين للانتخابات الجزئية التي سيتم تنظيمها في ولاية تيرس الغربية ومقاطعة لكويره لإعطاء جمعيتنا الوطنية وجهَها الكاملَ.
وغني عن القول إن دمج مواطني تيرس الغربية ومقاطعة لكويره في مستويات المسؤولية العمومية الأخرى ستتم مواصلته بنشاط.
وبموازاة هذه الإجراءات، تم بالفعل الشروع في تنفيذ برنامج تنمية يأخذ في الاعتبار أهمية واستعجال حاجات هذا الجزء من الوطن الغالي على قلوبنا.
وأكتفى فقط بالإشارة إلى أننا رغم محدودية ما بحوزتنا من وسائل للتصدي لمجمل الوضع، فإننا نشعر بأن إعادة التوحيد الوطني قد دخلت حيز التنفيذ في أفضل ظروف ممكنة طبقاً للتطلعات المشروعة لشعبنا.
وبالفعل فإن السلام والطمأنينة يسودان تماماً تيرس الغربية ومقاطعة لكويره رغم الاستفزازات الإجرامية التي يقترفها عملاء النظام الجزائري لإعاقة جهود التوحيد الوطني. إننا لا نريد سلام المقابر ولا هدوء القبور، وإنما نريد سلام الوئام الوطني النابع من القلب والعقل، والهدوء الذي يسعى إليه كل مواطني هذا البلد ويرغبون في تحقيقه كما يشهد على ذلك بجلاء أبرز ممثلي الصحافة الدولية الذين تمكنوا بكل حرية من زيارة مجمل الأراضي المسترجعة.
ولتخليد هذه الأخوَّة المستعادة في سجل التاريخ، أقترحُ أن يقر المجلس الوطني عيداً لإعادة توحيد الوطن. وأقترحُ في الوقت نفسه أن يحدد المجلس عيدَ القوات المسلحة وقوات الأمن الذى سبق للمؤتمر العادي الرابع أن أقر مبدأه. وسيكون ذلك أفضل اعتراف من حزبنا وشعبنا لها بالجميل على ما بذلت وتبذل من تضحيات لا مثيل لها للقيام بواجبها في التصدي لطيش مرتزقة زوَّدهم أسيادُهم في الجزائر بوسائل ضخمة لمحاولة تغطية فشل أعمالهم الإجرامية ضد إعادة التوحيد الوطني بهجمات انتحارية غادرة مثل الهجوم على عاصمتنا. فلنعرب عن احترامنا وتقديرنا لقواتنا المسلحة وقوات أمننا التي رفعت دوماً التحدي بقوة، وسحقت هنا أيضا عصابات المرتزقة كما فعلت بهم في أماكن أخرى من وطننا الموحد".
المختار ولد داداه متحدثا أمام المجلس الوطني لـ"حزب الشعب الموريتاني"، يوم 11 يونيو 1976، حول "الإجراءات المتخذة لإكمال عملية توحيد الوطن".