قتل الرئيس الأمريكي الإرهابي ترامب، بأوامر منه وباعترافه، قائدين كبيرين في العراق وإيران مع بعض رفاق النضال في ساعة متأخرة من الليل، فجاء الرد العراقي بإعلان قرار البرلمان إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق مع بعض الغضب الشعبي الذي طال سفارة ترامب في بغداد.
ولم يتأخر الرد الإيراني، رغم تهديدات المعتوه ترامب باستهداف 52 موقعا إيرانيا جرى تحديدها في حالة الرد الإيراني، فقبل دفن جثمان الشهيد سليماني بقليل استهدفت الصواريخ الإيرانية قاعدة عين الأسد وهي ثاني أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، ليس لأنها هي ثاني أكبر قاعدة أمريكية هناك، بل لأنه تم تجميع الآليات الأمريكية فيها ربما تحسبا للهجوم الإيراني على مواقع أخرى، وربما استعدادا لترحيلها إلى أمريكا بناء على قرار البرلمان العراقي.
وبغض النظر عن حجم الخسائر، فإن الرد الإيراني كان سريعا وقويا وحاسما، ذلك أن إيران لم تصبها عدوى هوان ومذلة وخنوع أغلب الجوار العربي الذي تبتزه واشنطن ويحلب قادتها خيرات بلدانه مقابل توفير حماية وهمية من عدو متوهم.
سوء خاتمة حكم ترامب تمثلت في استهدافه القائد سليماني والقائد المهندس حيث لن تكتفي إيران ومحور المقاومة بهذه الجرعة القوية من الرد بل إن دموع المرشد الأعلى الإيراني، وهو يصلي على جثامين القادة المغدورين، ستكلف ترامب أكثر مما كان يتصور، وفي حالة رد أمريكي من أي نوع على هذا الهجوم الصاروخي الإيراني فإن مصالح أمريكا ووجودها في المنطقة سيتضرر لا محالة ولن يشفي غليل الإيرانيين ومحور المقاومة سوى الخروج الأمريكيمن المنطقة كما توعد بذلك المرشد الأعلى الإيراني خامنئي.
خطأ الإرهابي ترامب أنه تصور أن إيران هي مجرد دولة شبيهة بالدول العربية الإسلامية المجاورة التي يعتقل رؤساؤها ويشنقون ويمثل بجثثهم وتدمر منشآتها وبنيتها التحتية وتستهدف مقدراتها دون أي تحرك أو اتخاذ موقف يتناسب وحجم الحدث، ولعل ترامب توقع أن الرد الإيراني سيكون (شفهيا) على غرار ردود زعماء الأعراب الذين يجتمعون في مؤتمر (قمة) لــ"التنديد" بقصف إسرائيلي على المدنيين في فلسطين وإبادة مئات وآلاف الأبرياء، أو تتحرك إيران، في أحسن الأحوال، باتجاه مجلس الأمن لاستصدار قرار إدانة للعدوان الأمريكي، دون أن يدرك ترامب أن إيران تدرك جيدا أن مجلس الأمن الدولي مجرد لعبة بيد الغرب وعلى رأسه أمريكا مع وجود ما يسمى بــ"الفيتو" وهشاشة المنظومة الدولية المختصرة في بضعة دول غربية بدلا من كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لذلك ليست إيران دولة عربية تضحك على شعبها وتخفف من غضبه بإصدار بيانات تنديد وشجب أواللجوء إلى مجلس الأمن.
الحقيقة أن الاغتيال الأمريكي لسليماني والمهندس انعكس إيجابا على الوحدة الإيرانية الداخلية عكس ما كانت تريده أمريكا، كما انه ارتد على واشنطن سلبا حيث كانت تتطلع للبقاء مطولا في إيران والمنطقة، واليوم صدر قرار البرلمان العراقي بخروج القوات الأمريكية من العراق كله، فضلا عن الإصرار الإيراني على إرغام القوات الأمريكية على الخروج من المنطقة كلها. ولن يسلم الوجود الامريكي في سوريا من الاستهداف قطعا.
من سوء حظ ترامب أنه استهدف إيران التي هي دولة عظمى ذات سيادة وكرامة ولم يستهدف بلدا من بلدان الأعراب التي تدفع له الجزية لقاء سكوته عنها في ملفات كثيرة كـ(حقوق الإنسان) ولقاء (حمايته لها)، لذلك علينا أن نتوقع تطورات متلاحقة في هذا الملف الذي لن ينتهي إلا بانتهاء ترامب والوجود الأمريكي في المنطقة
إلى جانب ما سبق، كشف الرد الإيراني القناع عن وجوه الأعراب البائسة التي ترتضي الهوان وتتسابق للخيانة والعمالة وتهرول نحو المذلة فيما تقف إيران شامخة في وجه الحصار والاستهداف الأمريكي الصهيوني رافعة لواء القدس عنوانا للكرامة والعزة ورفعة الأمة، وتحرير فلسطين هدفا نصب عينيها وليس شعارا للاستهلاك الداخلي.
احمد بن مولاي امحمد