من بين الدلالات على كون لاعب كرة قدم مميزا للغاية أن يمثل رحيله عن صفوف الفريق الذي يلعب له خسارة لا يمكن تعويضها بشكل كامل حتى لو تعاقد الفريق مع أحد أبرز المهاجمين في العالم.
فاستقدام لاعب مثل داروين نونيز يمثل تعزيزا لصفوف ليفربول في الموسم المقبل بشكل لا شك فيه، ولكن مغادرة نجمه السنغالي، ساديو ماني، ستترك فراغا لا يمكن تجاهله.
وبانتقال ماني إلى بايرن ميونيخ، يفقد أقوى خط هجوم في الدوري الانجليزي، حلقة اساسية من حلقاته. فهو الذي سجل 120 هدفا في 269 مباراة، ساعد بها فريق ليفربول في الفوز بكل الألقاب المتاحة.
وتمثل مغادرته حدا للمرحلة الأولى من قيادة يورغن كلوب لفريق ليفربول، التي وصل فيها إلى قمة كرة القدم العالمية.
فقد كان ماني أول لاعب استقدمه المدرب الألماني إلى ليفربول في 2016 بعقد قيمته 34 مليون جنيه استرليني، من فريق ساوثهامبتون، الذي تعود على إمداد ليفربول باللاعبين.
وسجل ماني في موسمه الأول مع ليفربول 13 هدفا ساعد بها فريقه في العودة إلى منافسة دوري أبطال أوروبا، ومهد الطريق إلى تتويجات باهرة بعدها.
فبعد عامين أصبح ليفربول بطلا لأوروبا، ثم فاز بالدوري الإنجليزي في الموسم التالي، لأول مرة منذ 30 عاما.
ووصل الفريق مرتين أخريين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أيضا. واحتل المركز الثاني في الدوري الانجليزي مرتين، بما فيها الموسم 2021-2022 الذي فاز فيه الفريق بكأس الاتحاد الانجليزي، وكأس الرابطة.
وبعد ماني، انضم محمد صلاح إلى ليفربول، ليشكلا مع روبرتو فيرمينو واحدا من أقوى الخطوط الهجومية في تاريخ الكرة الانجليزية. فقد سجل الثلاثي 338 هدفا في ستة مواسم في جميع المنافسات.
وأظهر ماني قدرة على اللعب في مناصب هجومية متعددة، إذا كان في الموسم الأول يلعب في الجناح الأيمن، ثم تحول إلى الجناح الأيسر تاركا الجهة اليمنى لمحمد صلاح، ثم استقر بعدها في وسط الهجوم، وأبرز مهارات متميزة في هذا المركز أيضا.
وبما أن الثلاثي قارب سن الثلاثين من العمر، فإن تجديد خط الهجوم بدأ فعلا في ليفربول، باستقدام دييغو جوتا، وبعده لويس دياز، ثم التعاقد من لاعب لاعب فولهام كارفالهو، الذي يعد من أبرز المهارات الشابة الصاعدة.
ويعد استقدام نونيز في موسم انتقالات الصيف خطوة أخرى من ليفربول لتعزيز صفوفه في الموسم المقبل.
ولكن الواقع أن مردود ماني لم يظهر عليه أي تراجع. بل إنه مستواه في النصف الثاني من موسم 2021-2022 كان متميزا، إذ أن مساهمته في مجهود الفريق كانت أكبر من أي لاعب آخر، حتى نهاية المنافسة.
فقد سجل ذهابا وإيابا أمام فياريال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وهو الذي منح لفريقه نقطة أمام مانشستر سيتي في الدوري الانجليزي في أبريل نيسان. وجددت رأسيته الرائعة أمام أستون فيلا حظوظ ليفربول في الفوز بالدوري الشهر التالي.