![](https://aqlame.com/sites/default/files/styles/large/public/FE06F482-9692-4EBC-9CFF-D2355001AD6E.jpeg.jpg?itok=93Mmyv2v)
الحروب واقعها دموي و مأساوي، فهي تشتت الشمل و تحرق الحرث.
الحرب بذرة حروب أخرى، فهي تولد عدم اليقين و تدفع الخلق نحو الارتباك و عدم الاستقرار.
بعض الحروب لها تداعيات عالمية، تهز بلاد السلم القوية و تنشر المجاعة في بلاد السلم الضعيفة و الحرب الروسية-الأوكرانية هي واحدة من تلك.
تستورد دول الإتحاد الأوروبي من روسيا ما يناهز 4.2 مليون برميل من النفط في اليوم و 150 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا وهو ما جعل الحرب ورطة بالنسبة للدول الأوروبية القوية الغنية. فأعين روادها تذرف الدمع و تراقب تدفق الدعم المعنوي و المادي نحو النضال الاوكراني، بينما عقولهم منشغلة تتساءل كيف يمكننا الاستغناء عن الطاقة الروسية على المدى البعيد لأن القصير غير واقعي. فالكمية هائلة ، بدونها سيتعثر لإنتاج في ألمانيا و ستدخل أوروبا في الظلام و التذمر و البلبلة السياسية.
تُعرف أوكرانيا بسلة خبز الاتحاد السوفيتي السابق، تمثل 1/4 التربة السوداء الخصبة في العالم.
مثلت صادراتها في عام 2021:
20٪ من الصادرات العالمية من الشعير
7٪ من الصادرات العالمية من القمح
18٪ من الصادرات العالمية من الذرة
وتعد روسيا وبيلاروسيا مصدرين رئيسيين لأسمدة البوتاس و النيتروجين و يرجع ذلك إلى توفر الغاز الطبيعي بوفرة و تكاليف منخفضة.
قد يؤدي تعثر صادرات الحبوب من أوكرانيا و روسيا من حدة نقص الغذاء في البلدان التي تشتري عادة من روسيا وأوكرانيا.
بلدانًا مثل مصر و تونس و أخرى في أفريقيا و آسيا.
وهو ما قد يولد التذمر و الإحباط و ردة الفعل العنيفة في شكل انتفاضات أو انقلابات، كما حدث إبان الأزمة الغذائية في الفترة 2008/2011
فعلًا، قد تحاول بعض البلدان زيادة الإنتاج و لكنها ستجد صعوبات لأن روسيا حظرت تصدير النيتروجين و فرضت قيودًا على تصدير القمح و الشعير و الذرة و السكر من أجل ضمان أمنها الغذائي. كذلك الصين (على غرار دول أخرى) حظرت تصدير الأسمدة الفوسفاتية حتى يونيو 2022.
أزمة غذاء عالمية في التشكل حسب منظمة الأغذية والزراعة.
أزمة مدفوعة بآثار الوباء و أسعار الطاقة و الحرب. تقدر المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن ما يناهز ٪30 من عباد الشمس والحبوب لن يتم غرسها أو حصادها هذه السنة و أن أسعار الغذاء قد ترتفع بنسبة تتجاوز ٪37 .
توقعات بالتأزم لأن الحرب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا ستساهم في تفاقم اضطرابات سلاسل التوريد العالمية و شح المعروض من المنتجات المستخدمة كمدخلات في التصنيع.
حرب أطرافها تزود العالم بمدخلات التصنيع و الحياة الحديثة. فروسيا تنتج الألومنيوم الذي يستخدم في علب المشروبات والسيارات والطائرات والمعدات الكهربائية، كما تعد ثالث أكبر منتج للنيكل بعد إندونيسيا والفلبين. النيكل الذي يعتبر من أهم مدخلات صناعة البطاريات و الحديد المعزز.
كما تعد روسيا منتجًا مهما للبلاديوم حيث أنتجت 40٪ من الإمداد العالمي في عام 2020. البلادين الذي يستخدم في صناعة المحولات والأقطاب الكهربائية والإلكترونيات.
أما أوكرانيا فهي سادس أكبر منتج للتيتانيوم الذي يعتبر من مدخلات صناعة الطائرات و قرة عين شركات عملاقة مثل إيرباص، بوينج و رولزرويس، كما يستخدم في صناعة الدراجات الهوائية والسيارات ومضارب التنس، و هي ثالث أكبر مصدر في العالم لخامات الحديد عالية الجودة. تنتج ربع نيون العالم, و تجدر الإشارة أن النيون يستخدم في تكنولوجيا الليزر التي تحفر الميزات على الرقائق الإلكترونية .
اقتصادات صغيرة نسبيًا ولكنها تتمركز في بداية سلسلة القيمة، و الموارد الطبيعية إما أن توجد في حيز ترابي أو لا توجد.
نعم، بعض الحروب لها تداعيات عالمية تهز بلاد السلم القوية و تنشر المجاعة في بلاد السلم الضعيفة.