كان لخطاب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي ألقاه اليوم بمناسبة تخرج دفعة جديدة من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، كان له الأثر البالغ والحاسم في طريق الإصلاح الإداري..فقد نبه فخامته على بعض الاختلالات الكبيرة التي يعانيها جهازنا الإداري بصفة عامة،وأنه آن لنا بناء إدارة عصرية وفعالة، مشيرا إلى أن معظم الوزرات للأسف لا تضم مصالح لحل مشاكل المواطنين،وهو ما يؤدي ألى تضاعف الشكاوي التي تصل إلى الرئاسة..كما عدد إدارات عمومية وقطاعات بعينها تعاني الجزء الأكبر من هذه الاختلالات..كما دعا فخامته المسؤولين والإداريين غير القادرين على خدمة المواطن إلى ترك مناصبهم لمن هم أفضل منهم في هذا المجال.
إن المتتبع لفحوى خطاب رئيس الجمهورية اليوم لا محالة سيخرج بالاستنتاجين التاليين:
1-التطور الحاصل في الخطاب العمومي وتميزه بثنائيةالمصارحة، وسرد الواقع المعاش بعيداً عن المغالطات والتوهيم من جهة، والبحث عن أنجع السبل في رفع التحديات وإيجاد الحلول المناسبة من جهة أخرى.
2- أننا على حافة إصلاح إداري وشيك وشامل..وأن السلطات العليا سوف لن تتقاضى ولن تتساهل بشأن الاختلالات الموجودة في الهيكل الإداري، وسوف تجعل المواطن هو المستفيد الأول من الخدمات العمومية.
وبناء على ما سبق، وبحكم المرحلة الحاسمة التي تمر بها بلادنا في سبيل الإصلاح ومعركة التنمية ومحاربة الفساد، فإننا نعتبر خطاب رئيس الجمهورية اليوم تجسيدا لبرنامجه الانتخابي " تعهداتي" وبارقة أمل في إصلاح إداري شامل يرقى بنا إلى مستوى البلدان المتقدمة، وتجعل المواطن يتمتع بكافة حقوقه في كنف الازدهار والرفاهية في دولة العدالة والمؤسسات.