أنا لا أكتب في السياسة ولا في الساسة لأني اقتنعت مبكرا أن السياسة دوارة مثل كرسي الحلاق..
وأن الساسة فريقان، فريق سلة، وفريق شلة، فريق نفخ وفريق فش..
النفخ مهارة بإغلاق الشفاه على فتحة البالون حتى لا تجد الريح فرجة للتسلل..
الفش وخز المنفوخ بمخلب، أو شوكة..
ثم تترهل الجلدة، وترق جوانبها وتصبح كلما نُفِختْ(تطرطقت)، واستعصت على الرتق..
كونوا سياسيين لكن دعونا نتفق هذه المرة على أنه:
ليس في السياسة شيء يسمى الصراط المستقيم من سلكه نجا ومن حاد عنه هلك...
وليس في السياسة زعيم يسمى المعصوم الأمين يخرج الناس من الظلمات إلى نور الله المبين...
وأن المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره، والمسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،
وأن ما يكب الناس على مناخيرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم، ورب كلمة يتفوه بها الرجل لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفا....
إذا كانت المواسم السياسية مناسبات للقطيعة، والتنابز، والتنافر، والتدابر، والفجور الخلقي، واستباحة الأعراض، ترضية لعواء الأمعاء الرخيصة فلتهذب إلى عذاب الله الأليم، لأنها مواسم قبح، وتحليق إلى أسفل..
الاختلاف ظاهرة صحية، لكن ليس صحيحا أبدا أن نخوض المعركة بسلاح قذر...
عندها تكون السياسة بَغِيًّا يتدرب فيها الخصية، والعجزة، والمصابون بداء القذف السريع...