الانفتاح من أسباب النهضة

أسمع بين الفينة و الأخرى أصواتا رافضة للعمال الأجانب في موريتانيا، و هي سانحة لتسجيل موقف من هذه المسألة. 

العالم لم تعد تفصله حدود و أصبح بالفعل قرية واحدة و لا إمكانية اليوم للاحتكار و التقوقع، و لعل الخطوات التي اتخذتها دول الأعراق و المذاهب في طريق الانفتاح  أبلغ حجة على ضرورة استقطاب الآخر.

"القرية الواحدة" وصف لاكته الألسن كثيرا و تعبير درجت على استخدامه النخب و أصبح إلى حد ما عاميا أو مبتذلا حتى، لكن ذلك لا يفرغه من معانيه العميقة و التي قد لا يدركها البعض ليس جهلا أحيانا و لكن لاستهلاكه باستنزاف.

نحن في زمن العولمة التي تعبر الحدود و المطبات الثقافية و الاجتماعية و الروحية مخترقة كل العوازل، هذه العولمة التي برهنت قدرة الإنسان  العالية على التكيف و التعايش و الانفتاح و التثاقف و أتاحت فرصا لدول كانت سباقة إلى الاستقطاب الهائل النوعي.

اليسر في سبل الإقامة و الحصول على الجنسيات لتأدية الواجبات و استيفاء الحقوق تجعل موريتانيا كغيرها من الدول المنتظمة في السرب هدفا لا يعدم وافدا.

لقد لعب أبناء الجوار أدوارا في نهضتنا رغم صغر حجمها فكان لهم الفضل في امتهان جل الحرف التي يتلمس فيها الآن شبابنا طريقه و يمكنني القول إنه يحتاج الاحتكاك أكثر في السنوات القادمة.

أحد, 22/12/2019 - 13:38