لم تحسن الحكومات الأوكرانية الموالية للغرب التصرفَ حيال الجار الروسي الذي ناصبته العداءَ منذ عام 2014، ولم تعامله كدولة عظمى بدأت تتطلع لاستعادة مكانتها وترميم كبريائها المهانة على يد الغرب قبل ذلك بعقد من الزمن. وأكبر هدية قدمها القوميون الأوكرانيون لروسيا كانت استفزازَهم للأقلية الروسية في البلاد، وذلك حين بادروا إلى إلغاء اللغة الروسية كلغة رسمية ثانية للدولة، رغم أن المتحدثين بها يمثلون نسبة 15٪ من إجمالي عدد السكان، فشعروا جميعاً بأنهم أهينوا في هويتهم الثقافية، فكانت روسيا السند الذي اعتمدوا عليه، وقد عرفت من جانبها كيف توظف هذه المظلمة الثقافية توظيفاً ماهراً لإضعاف الجبهة الداخلية الأوكرانية، لتبدأ الانشقاقات من إقليم دونباس. لذا كان بوتين محقاً حين وصف النخبة القومية الأوكرانية الحاكمة بالشوفينية والتطرف العرقي، وهي نزعات غير عقلانية وغير تعايشية، وطالما جلبت الدمار والخراب للأوطان والدول والمجتمعات!