ازمة المرجعية!

يقول الله في محكم كتابه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".

إن ما يجري في بلدنا منذ عودة الرئيس السابق السيد محمد ولد عبدالعزيز مؤسف إلى درجة الإشمئزاز. وإن دل على شيء فإنما يدل على أن بلدنا وأقصد نخبتنا السياسية مازالت بعيدة كل البعد عن ما ينبغي أن تمثله من قيم عريقة وحميدة لمجتمعنا الأصيل.

ومن المفاجئ في الحقيقة أن تنقلب كل المفاهيم وبالقطع التفاهمات بعد أربعة أشهر من انتقال سلس للسلطة داخل نفس المجموع. 

لن أبني تحليلي على الشائعات وسأقتصر على تصريحات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. يبدو أنه فعلا حصل هناك تباين في الآراء بينه وبين سلفه و صديقه ورفيق دربه. وإذ صرح بذلك فهذا يدل على وجود شراكة وتشاور كانمما لا شك فيه موجود وربما حسب تقديري سيستمر  ولو بعد حين. هذا التباين في التقييم  وصفه الرئيس بأنه تم تضخيمه. في المقابل نلاحظ موجة استقطاب حادة في نفس الحزب ونوع من " الحرب الباردة " يستعمل فيها بعض الآليات التي لا تليق بمجتمعنا والجميع يعي ما نقصد ( التسريبات وغيرها...).

إنني كمواطن ليس لدي من المعلومات إلا القليل بما يجري حقيقة في أروقة الدولة وغالبا مايكون بعيدا عن الواقع أستهجن ما يقع في بلدي وأطلب ممن يتلاعبون بالرأي العام الوطني والدولي أن يتقوا الله في هذا الشعب وهذا البلد الذي هو في أمس الحاجة إلى إصلاحات جذرية و عميقة

إن الرئيس السابق لا يستحق منا جميعا إلا الإحترام والتقدير في غياب أي إدانة حقيقية أعني بالأدلة وبصفة رسمية و عبر هيئة مخولة. ومن المخجل أن تنقض الناس من حوله خاصة الكوادر التي كانت قبل أربعة أشهر تبكي ولا أحرف لفراقه ولن ننسى دموع الوزير الأول السابق. كنت قد كتبت عند استلام الرئيس الحالي الحكم أن تغيير رموز وشخصيات عسكرية أو مدنية طبعت النظام السابق لا يمكن تفسيرها بأنها استهداف أو " تقليم أظافر" كما يحلو للبعض وصفه لهذه التغييرات غالبا ما تحدث حتى بين ولي عهد و أبيه بعد استلامه للحكم. 

إني كمواطن أرفض أن يهان رئيس في بلدي مهما كانت أخطاءه وربما كثيرة لكن سلم الحكم بسلاسة وسلام. وأطلب في المقابل قيادتنا بالتحقيق بكل شجاعة واحترام لحماية هذا الوطن في كل قضية تتعلق بمصالحه الحيوية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا إن ثبت فساد أو حتى تفريط في ثرواتنا.

أعتقد جازما أن برنامج الرئيس يستطيع أن يكون لبنة قوية لمسيرة تنموية فعلية بشرط أن نضع جانبا كل السجالات التي يتغذى عليها المرتزقة التي سلطت علينا منذ نشأة هذا البلد. 

ابي طالب عبد القادر 

ابن المرحوم العقيد كادير 

أربعاء, 18/12/2019 - 16:18