احتضنت قاعة المحاضرات في المتحف الوطتي بانواكشوط مساء امس الاثنين 16دجمبر ندوة فكرية نظمها المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات لعرض ونقاش كتاب قيم نشره مؤخرا الباحث الموريتاني محمد احمد محمد علي ،الكتاب بعنوان: تأثير الفقه الإسلامي في القانون الدولي والقوانين الغربية"
وقد قدم أساتذة جامعيين مرموقين أوراق بحثية حول جوانب مختلفة من الكتاب،
ترأس الجلسة النقاشية الدكتور سيدأعمر ولد شيخنا مدير المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات الذي قال بأن الندوة تدخل في سياق توجه و تقليد معتمد لدى المركز يتمثل في التعريف بالأعمال البحثية الجديدة والإحتفاء بالباحثين والمؤلفين واحتضانهم .ثم أحال الكلمة إلى الأستاذ الجامعي والمحامي البارز النعمة ولد أحمد زيدان استاذ القانون الجنايي في جامعة انواكشوط العصرية الذي تناول مظاهر التأثير الفقهي والتشربعي الاسلامي في منظومة القوانين الدولية والغرببة في مجال العقوبات ومبادىء القانون الجناني مثل :البراءة الأصلية وعدم أخذ شخص بجريرة شخص آخر ولاعقوبة بدون قانون وعدم الإكراه البدني على المعسر وغيرها من التشريعات التي هي بضاعتنا ردت إلينا.
المداخلة الثانية كانت مع الدكتور محمد احمد ولد الحاج سيدي استاذ القانون المدني في جامعة انواكشوط العصرية وتناولت تتبع تأثير الفقه الاسلامي في القانون المدني الغربي وذكر المحاضر بشمولية وخاتمية الرسالة الاسلامية وان الحضارات لاتنطلق من فراغ وإنما تبني وتؤسس على ما سبقها من هنا فإن بعض من الفقه المدني الغربي مستمد من الفقه الاسلامي ولاسيما المالكي عبر قنوات الأندلس وصقلية وهو ما حدى بالعلامة عدود بوصفه بفقه مالكي بحروف للاتينية.
المداخلة الثالثة كانت مع الدكتور سعدبوه ولد الركاد أستاذ الاقتصاد في جامعة انواكشوط العصرية والذي قدم عرضا حول الكتاب ومحاوره منوها بثراءه ومسجلا بعض الملاحظات المنهجية عليه قبل ان يخلص إلى إبراز قيمة الأفكار الواردة فيها والتي تقدم مرافعة قوية في مواجهة الاسلامفوبيا المعادية للاسلام والمسلمين،وقد أشار الدكتور سعدبوه الركاد ألى ان الكتاب يكشف الأصول الاسلامية للكثير من آليات المعاملة المصرفية الغربية .مذكرا بان الاقتصاد الاسلامي اصبح اليوم حقيفة علمية قايمة بذاتها وتحرر من التأثير السياسي للإخوان المسلمون .
المداخلة الرابعة كانت مع الدكتور ديدي ولد السالك استاذ العلوم السياسية وقد قدم عرضا قيما عن الكتاب واصفا إياه بالموسوعة وانه قابل ان يكون ثمانية كتب وليس كتابا واحدا فقط. ولفت الدكتور ديدي السالك انتباه الحضور إلى انه لايوجد تأثبر اسلامي في القانون الدولي العام الذي هو صناعة اوربية خالصة من حيث السياق التاريخي والاسهام النظري.لكن الاسهام الاسلامي الكبير هو في مجال القانون الدولي الإنساني المتعلق بقواعد السلم والحرب ومعاملة الأسرى وتجنب إيذاء المدنيين وغيرها هنا استفادت التشريعات الدولية من التراث الفقهي الاسلامي استفادة عظيمة .
وختمت الندوة بمداخلات الجمهور وردود الاساتذة.