أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر فوز المرشح عبد المجيد تبون ليصبح رئيسا جديدا للجزائر.
وفاز تبون بالمنصب بعد حصوله على 58.15 في المئة من أصوات الناخبين، وسوف يعلن المجلس الدستوري النتائج النهائية في الفترة ما بين 16 و 25 ديسمبر/كانون أول، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.
وأصبح تبون، البالغ من العمر 74 عاما، الرئيس الثامن في تاريخ الجزائر، وخاض الانتخابات كمرشح مستقل علما بأنه كان عضوا في جبهة التحرير الوطني في السابق.
وشغل تبون في السابق مناصب وزارية عدة في النظام السابق، من بينها منصب رئيس الحكومة لفترة لم تتجاوز ثلاثة أشهر.
تخرج عبدالمجيد تبون من المدرسة الوطنية للإدارة، في اختصاص اقتصاد ومالية 1965، الدفعة الثانية في يوليو/تموز 1969.
وشغل عدة مناصب وزارية منذ 1991، بينها وزير منتدب بالجماعات المحلية ووزير السكن والعمران وكذلك وزير الاتصال وفي 2017 كان مكلفا بمهام وزير التجارة، وتولى رئاسة الوزراء في مايو/آيار 2017 وترك الوزارة في أغسطس/آب 2017.
وتفوق تبون على أربعة مرشحين آخرين هم علي بن فليس وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة السابق ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد العضو السابق في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني.
واعتبر رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أن الانتخابات جرت في أجواء من الحرية والشفافية، موضحا أن نسبة الإقبال قد بلغت أكثر من 39 في المئة.
الانتخابات الجزائرية: من هو عبد المجيد تبون؟
وأوضح شرفي أن نسبة تصويت الجزائريين في الخارج بلغت 8.69 في المئة من أصوات الناخبين المسجلين.
وهنأ شرفي الشعب الجزائري على "إنجازه" من خلال اتمام الانتخابات، التي سبق وتأجلت مرتين خلال هذا العام.
تم تأجيل التصويت في المرة الأولى من جانب الرئيس السابق بوتفليقة نفسه قبل فترة وجيزة من ترك السلطة، ومرة أخرى بسبب عدم وجود المرشحين المؤهلين. كما أشاد الشرفي بدور الجيش في إجراء الانتخابات.
وقال أحمد مزاب المعلق في التلفزيون الحكومي إن"الإقبال مرض وسيمنح الرئيس الجديد الدعم الكافي لتنفيذ إصلاحاته."
وتزامن إعلان النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الجزائرية مع انطلاق الجمعة الثالثة والأربعين من الحراك الشعبي، إذ بدأ محتجون بالتجمهر في مدن عدة لمواصلة المطالبة بالتغيير ورفض الانتخابات.
واتجه الكثير من الجزائريين إلى مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر للتعبير عن رفضهم للانتخابات، من خلال هاشتاغ "لا انتخابات مع العصابات"، على اعتبار أن جميع المرشحين المتنافسين عملوا مع نظام بوتفليقة.
وتم نشر مقاطع فيديو لحشود في الشوارع وكذلك خارج مراكز الاقتراع، مع تقارير تفيد بأن التصويت قد تعطل في بعض المناطق. وقال بعض المستخدمين إن المتظاهرين في الجزائر العاصمة تعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن.
لماذا يتظاهر الجزائريون؟
منذ ما يقرب من عام، اعتاد آلاف الجزائريين الخروج للاحتجاج كل يوم جمعة في العاصمة وغيرها من المدن ضد أي انتخابات في ظل الحكومة الحالية.
إنهم يريدون إقالة جميع المسؤولين المرتبطين بنظام الرئيس السابق بوتفليقة، بمن فيهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي.
وهتف المتظاهرون "لا انتخابات مع العصابات"، "يجب عزلهم جميعا"، في إشارة إلى السياسيين ورجال الأعمال في الدائرة الداخلية للرئيس المخلوع الذي يرون أنه فاسد.
وطالب المحتجون بضرورة وجود وجوه جديدة حتى يكون هناك "انتخابات حقيقية" في بلد كان من السهل دائما تخمين الفائز في الانتخابات الرئاسية.
وفي يوم الانتخابات، اجتاح المتظاهرون لفترة وجيزة مركز اقتراع في الجزائر العاصمة. وفشلت محاولة الشرطة لتفريق الحشد.
كما اقتحموا مركزين آخرين للتصويت في منطقة القبائل ، شرقي العاصمة.