اليوم، إذا نسيتم، هو 12/12، ولكن معاوية يعيش بعيدا في منفاه، لا يملك من الأمر شيئا... وتلك الأيام...
في الدول المحترمة التي يبنيها الرجال؛ لا تلك التي تبنيهم، لا يتذكر الناس حكامهم، ولا ينسونهم أيضا! ببساطة لأن الدولة/الشعب هي المحور، والأشخاص يكرمون أو يحاسبون حسب أدائهم وخدمتهم لذلك المحور...
قاد معاوية انقلابا على رفيقه ورئيسه (الذي كان اختاره رفاقه، لا لصلاحه للأمر ولا لرغبته فيه؛ بل حلا وسطا لصراعهم على السلطة) فأطمع الناس بانفراج القبضة البوليسية لهيدالة، ثم مناهم بالديمقراطية...
وكان الأمر كله سرابا وفشلا ذريعا...
حيث انتهى معاوية ـ بعد طول عهد وسعة فرصة ـ إلى نهاية النفق الذي سلكه:
* الدولة جثة هامدة، بعدما نزعت أعضاؤها الحيوية وبيعت بأبخس الأثمان، أو رميت للكلاب!
* أحييت القبلية وابتلت عروقها، واتسع لها المجال فتحررت من كل قيد؛ وأرسيت دعائم الفساد وحدت شفراته وأزهرت نباتاته السامة...
* ساد قمع المعارضين، وارتكب النظام مقتلة جماعية عنصرية فيهم، وزج بسياسيين وعلماء في السجن، وسلم مواطنه لأعدائه الأجانب...
* رفرفت راية العار والعدوان والاحتلال الصهيونية في سماء انواكشوط، في تحد للمشاعر والتاريخ... هبة لم يحلم بها الكيان الصهيوني المغتصب يوما...
وهكذا يكون مصير الفاشلين والمستبدين، سوء خاتمة أنظمتهم...
أخيرا لا نجد خيرا في هذا العهد الطويل، الذي ستفرز جيناته الفاسدة عهدا آخر للفساد ما يزال بخادع الزمن للبقاء (الصورة)، سوى تلك الأغاني الكاذبة الخاطئة، التي تمجد صنم الفساد والوهن... ولكن فيها ما يطرب الأسماع؛ أداء ونغما ولحنا... (الخير جانا بمجيكم، نشيد الكتاب..) وحسبك بهذا خسارة وإفلاسا واندحارا!!