إعلان منطقة، أو مناطق، حرة، والأحاديث الإعلامية عن الترحيب برأس المال... لا يجلب الاستثمارات ولا يجذب المستثمرين ولا الشركاء الاقتصاديين.
والحقيقة أن كل شيء في بلادنا طارد للاستثمار ومنفر من الشراكة الاقتصادية؛ ابتداء من الوضع السياسي القائم على أسس انقلابية مضطربة، وانتهاء بمجتمع يقوم اقتصاد معظم متموليه على المصادفات الناتجة عن الفرص الطائشة، والاحتيال والحظوة الاجتماعية... ثم على الحس الاستهلاكي الاستعراضي والرؤية الشخصية!
وبين هذا وذاك دولة فقيرة ناشئة، بلا بنية تحتية ولا نظم وقوانين محترمة، ولا قضاء مستقل، ولا رؤية مستمرة للحاضر فضلا عن المستقبل...
من هنا كان إنشاء منطقة حرة في انواذيبو زراعة في موج المحيط، وكان تطبيقها فاشلا... جرّ مزيدَ الضرر والفساد للعاصمة الاقتصادية، وأربك السلطات الجهوية والمحلية، وأضر بالمؤسسات والإدارات القائمة (ميناء انواذيبو، سنيم، الولاية... الخ)
وحتى الآن لا يعرف نفع لهذه الهيئة العاطلة، التي يسميها بعض أهل داخلت انواذيبو "المنطقة المرة" أو "الحرة بالحسانية"!