تدوينة اليوم

قطعا نعلم الآن خيبة وفشل وخسارة الطرف الآمريكي، الذي بدأ احتلاله بإفراغ مخازن قنابله وصواريخه على طالبان في كابول وعلى فلولهم في جبال تورابورا... ثم أقام نظاما أفغانيا على مقاسه واستثمر فيه - وهو العارف بالاستثمار - مئات المليارات وسحت يداه تسليحا وتدريبا لجيش اصطنعه لنفسه... وجند الحلفاء والاتباع من الشرق والغرب ليتبعوه في ذلك السخاء...
وفجأة انهار كل شيء في لمح البصر، وعصفت أيام معدودات بحصاد 21 سنة، وأصبح الشغل الشاغل هو تنظيم الفرار وترك الجبل بما حمل، وأصبح جيوش العملاء والمتعاونين عبئا أمنيا وسياسيا وأخلاقيا على أمريكا وحلفائها الأوروبيين وهم لا يبتغون الا للفرار بأنفسهم أولا...!!
إذن هذه عاقبة الاحتلال الأمريكي جرت على سوء ما جرى للاحتلال السوفيتي قبل ذلك...
أما الطرف الآخر... حركة طالبان المنتشية بانتصار لم تصنع منه الا القوالب... فنحتاج وقتا لنعرف إن كانت هي نفس طالبان التي ضيعت أفغانستان وضيعت معها نفسها قبل 25 سنة، فنراجع عليهما... أم هي طالبان أخرى لنظام أفغاني جديد لا يحكمه المتشددون المتعصبون ولا يتداوله أمراء الحرب التي بدأت جهادا وانتهت انتحارا...
وتدل صور تدافع الافغان انفسهم للهرب من بلادهم بأية وسيلة على درجة من الذعر تدل على عدم الثقة في نظامهم الجديد / القديم!!

لكن ينبغي الانتظار...

 

محمد محفوظ ولد احمد 

 

أربعاء, 18/08/2021 - 14:42