بعد تاريخ حافل بالإنجازات دام لأكثر من عقدين الزمن غادر ليونيل ميسي فريق برشلونة؛ محطماً أرقاماً قياسية أدخلته قلوب الملايين حول العالم.
فهو اللاعب الوحيد الذي ارتدى قميص الفريق الكاتلوني في 778 مباراة أحرز خلالها 672 هدفاً؛ كما فاز بعشرة ألقاب في الدوري الإسباني وأربعة أخرى في الدوري الأوروبي؛ واستطاع الحصول على الكرة الذهبية ست مرات كأفضل لاعب في العالم.
في لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم انتهت ثنائية ميسي برسا؛ وبصورة لم يتوقعها محللو ومتابعو أخبار الساحرة المستديرة.
اختار المنظمون "ستاد كامب نو " لإعلان مغادرة ميسي للبرسا؛ التي أصبحت العلاقة بينهما أشبه بالأساطير الخرافية .
فقد تجمهر العديد من أنصار الفريق وهم يرتدون قميص ميسي؛ قبل أن ينفجر الأخير بكاءً في لحظات مشحونة بالعاطفة وسط تصفيق الحضور.. وبعد أن تمالك نفسه بصعوبة قال: .." لم أتصور إطلاقا أن أرحل عن برشلونة؛ لأني في الحقيقة لم أفكر في هذا ..كنت اريد وداعا مع الجميع على أرض الملعب ".
هذه اللحظات المؤثرة كانت كافية لتُلهب مشاعر الآلاف من الموريتانيين الذين عشقوا ميسي بصورة أقرب إلى الجنون ...فلاحديث لهم سوى عن أهدافه ومراوغاته داخل الملاعب..الجميع هنا يحاكيه في كل شيء في مٍشيته وقص شعره وابتسامته. فالآباء والأمهات اضطروا لمتابعة الليغا الإسبانية وأهداف ميسي وطريقته في التسجيل ليتمكنوا من الحديث مع أبنائهم المصابين بما يمكننا تسميته "بمتلازمة ميسي".
حتى أطفال الأحياء الفقيرة في نواكشوط لايجدون ذواتهم إلا في تقليد ركات ميسي؛ ويزداد حماسهم أحدهم أكثر حين تصفه بأنه شبيه بنجم الفريق الكاتالوني.
محاكاة المعلقين الرياضيين في قنوات beIN Sports هي إحدى مظاهر هذا الجنون الميساوي ؛ فعبارات حفيظ الدراجي وعصام الشوالي " يالل ياميسي.. اوووزززع .وكووول..أشبه بطقوس يومية يرددها النشء والمراهقون.. في الأزقة والمقاهي وحتى أثناء الاستراحة بين الحصص في المدرسة.
معظم التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا كانت مشحونة بالعواطف من قبيل .."أخيرا رحل الأسطورة".."وادعا يا ليونل ستبقى خالدا في التاريخ"..
حديث المراقهين فيما بينهم أشبه ببرنامج وثائقي عن تاريخ ميسي؛ ورغم كل التعاليق؛ لا أحد فيهم يمكنه تصور برشلونه بدون ميسي؛ فالإجابات على هذا السؤال تعترضها دموع وحسرات وتمتمات تظهر عجز المعجبين عن تصور البرسا مابعد ميسي.
تبدو مشاعر محبي ميسي في هذه الأرض محكومة بنوع من التعلق والاندفاع والتشجيع؛ وربما الإعجاب الذي لاحدود له؛ ما يجعل البعض يحدث نفسه بصوت مرتفع ليثبت لكل جوارحه شغفه بأحد أشهر لاعبي كرة القدم في التاربخ الراهن؛ هذا هو المنطق الذي يفكربه مجانين ميسي في موريتانيا؛ إن كان للجنون منطق !...
د.أمم ولد عبد الله