خاص / أقلام - أعادت تصريحات وزير النفط عبد السلام ولد محمد صالح بشأن تضرر مصالح موريتانيا من المضاربات التي حصلت في منجم تازيازت بين الشركات الدولية وتوقيع اتفاقيات مجحفة بالجانب الموريتاني الى الواجهة المضاربات التى حصلت في المنجم بدءا من منح الترخيص لشركة صغيرة ليتم تداول الترخيص بين ثلاث شركات قبل أن ينتهي به المطاف بين يدي شركة كينروس الكندية التي لا تزال تقوم باستخراج الذهب من منجم تازيازت.
رحلة تازيازت
منحت الحكومة الموريتانية فى البداية رخصة للتنقيب عن الذهب في تازيازت تغطي مساحة 13187 كيلومتر لشركة تدعى Rio Narcea Gold Mines والتى وضعت يوم 19 دجمبر 2005 حجر الأساس لبدء الأشغال في بناء مصنع لاستخراج الذهب في تازيازت ونظمت حفلا بالمناسبة حضره عدد من المسؤولين الموريتانيين (الصورة)
في 4 ابريل 2007 استحوذت شركة Lundin Xining على شركة Rio Narcea لتصبح المالك لمنجم تازيازت بنسبة 100% وبعد أربعة أشهر قامت ببيع منجم تازيازت يوم 3 أغسطس 2007 لشركة Red Back الكندية بمبلغ 277 مليون دولار.
بعد ثلاث سنوات باعت Red Back في 2 أغسطس 2010 لشركة كينروس الكندية منجم تازيازت، مع منجم شيرانو في غانا والأقل قيمة منه، بمبلغ 7 مليارات دولار وهو ربح قياسي في قيمة أصول الشركة، ويعود ذلك أساسا إلي اكتشاف منجم جديد بالقرب من تازيازت سيرفع إنتاجها من الذهب في موريتانيا إلي 250 ألف أونصة في 2010، ومع اكتشاف هذا المنجم الجديد بالصدفة ودون أعمال تنقيب مكلفة لم ترتفع حصة موريتانيا من ذهبها وظلت ثابتة عند 3 في المائة. في حين فرضت الحكومة الغانية علي شركة Red Back زيادة حصتها من ذهب منجم "شيرانو" من 3 إلى 5% ابتداء من شهر مارس الماضي، هذا فضلا عن أن منجم تازيازت يتميز عن المنجم الغاني بكون استخراج الذهب منه يتم علي السطح بينما يستخرج ذهب غانا من تحت الأرض.
وأثار وقتها الخبير الاقتصادي، Julie Rafondriaka، التساؤل حول ما إذا كانت موريتانيا قد حصلت على مزايا إضافية من صفقة شراء شركة Kinross للشركة الأم لتازيازت موريتانيا، الكندية Red Back، بمبلغ 7 مليارات دولار، بالنظر إلي أن الشركة الأم يقتصر نشاطها و إيراداتها المالية علي ريع منجمين للذهب احدهما في غانا (Chirano) والثاني منجم تازيازت موريتانيا والذي يبلغ إنتاجه ضعف إنتاج منجم غانا. ويري "رافوندرياكا" أنه يفترض على موريتانيا أن تكون حاضرة وشريكا في عملية التفاوض والبيع في صفقة كبيرة كهذه، لتضمن حقوقها في مبايعة ثروتها المعدنية، لكن لم يتم الإعلان عن حصولها على أية مزايا من الصفقة سواء في ما يتعلق بحصتها من الذهب المستخرج من تازيازت والتي هي 3% فقط، أو الحصول علي امتيازات ضريبية ومالية.