"المذبحة المنسية" التي ارتكبتها ألمانيا في ناميبيا

في عام 2004، ألقت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية هايدماري ويكزوريك-زول خطابا قالت فيه: "باسم كلمات الرب الذي نتشاركها في الصلاة، أطلب منكم مسامحتنا على تجاوزاتنا وذنوبنا. فدون ذكرى واعية وأسف واعتذار، لا يمكن أن يكون هناك تصالح".

جاءت هذه الكلمات أثناء احتفالية بالذكرى المئة لبداية حركة تمرد ضد الاستعمار الألماني التي انتهت بارتكاب القوات الألمانية مذابح في جنوب غرب أفريقيا الألمانية (التي أصبحت دولة ناميبيا)، من بينها مذبحة هيريرو وناما التي اعترفت ألمانيا بها اليوم.

واعتُبرت كلمات ويكزوريك-زول آنذاك اعترافا بمسؤولية ألمانيا الأدبية عن "الفظائع" التي وقعت، لكنها لم تكن اعترافا بها كمذبحة. كما أن هذه التصريحات لم تعبر عن موقف موحد للحكومة الألمانية، إذ كان هناك جناح رافض لهذا التحرك ووجه انتقادات قاسية للوزيرة الألمانية. مثّل وزير الخارجية الألماني آنذاك يوشكا فيشر هذا التيار، إذ قال في إحدى المناسبات لاحقا إنه "لن ينطق بكلمة تؤدي إلى تقديم تعويضات لناميبيا".

وجاء اعتراف ألمانيا بمذبحة هيريرو وناما اليوم ليطوي صفحة من المفاوضات والخلافات التي استمرت لعقود حول صيغة الاعتذار المناسبة لناميبيا.

جمعة, 28/05/2021 - 22:47