انطلق في شهر ابريل من الشواطئ الموريتانية قارب صغير يحمل 59 مهاجرا سريا من جنسيات مختلفة معظمهم من دول افريقيا جنوب الصحراء فى اتجاه جزر الكناري الاسبانية.
لكن القارب لم يصل الى وجهته حيث تعطل فى عرض المحيط الاطلسي وبعد 22 يوما من فقدان الاتصال بالقارب تمكن سلاح الجو الاسباني من تحديد موقع القارب. وقد لقي جميع المهاجرين الذين كانوا على متنه حتفهم باستثناء ثلاثة اشخاص وجدوا أحياء وسط عشرات الجثث.
عائشة أحد الناجين الثلاثة، وهي فتاة في السابعة عشرة من العمر، من ساحل العاج، وصلت الى موريتانيا في شهر نوفمبر 2020 بهدف الهجرة الى اوروبا، تروي صورا مأساوية لمعاناتها ورفاقها الــ 58 طيلة 22 يوما يوما أمضوها في المحيط الاطلسي، حيث نفذ الماء والغذاء بعد يومين من مغادرة قاربهم للسواحل الموريتانية، وفي اليوم الرابع نفذ البنزين. واصبحوا يغرفون باحذيتهم مياه البحر لشربها.
وتصف عائشة كيف انهم ولشدة الضعف لم يعودوا قادرين على الصلاة على رفاقهم الذين يموتون تباعا حيث كانوا في البداية يصلون على جثامين المتوفين منهم، ولا حتى قادرين على القاء جثث رفاقهم المتوفين في عرض المحيط لتتكدس الجثث الي جانبهم في القارب الصغير.
وقد قامت فرق الانقاذ الاسبانية من انقاذ عائشة واثنين معهما وتم تحويلهم الي مستشفي في مدينة تنريف.