ما هو النظام الطائفي الذي بدأت أصوات الشكوى منه تتعالى في العراق ولبنان حالياً؟ إنه ببساطة شديدة؛ نظامٌ يوزع المناصب وموارد النفوذ والسلطة على أساس الانتماء الطائفي، وليس وفقاً لمعايير الأهلية والجدارة والاستحقاق. ويعتقد الخبراء المختصون أنه لولا هذا النظام وآثاره المعيقة لأي نهوض وتطور، لكان البلدان الآن يتقدمان بأشواط على سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند.
لكن ألا يحيل كلام كهذا حول نظام المحاصصة الطائفية في لبنان والعراق إلى نظام المحاصصة الفئوية (الشرائحية والقبلية والجهوية) المعمول به ضمنياً في الحالة الموريتانية منذ أعوام وربما عقود، وقد أصبح له سند ثقافي وإعلامي يبرره ويزينه ويذكيه؟ وهل في هذا التساؤل ما يكفي للتنبيه إلى خطر المحاصصة الفئوية التي يجهل البعض أو يتجاهلون مخاطرها على الدولة الوطنية وعلى فُرصها في النهوض والتقدم؟