
إن اول سؤال تطرحه مسألة دخول المختطف للطائرة هو كيف أمكنه تجاوز الحراسة شبه المشددة لمكان سيادي مثل المطار؟ هل ركن سيارة في المطار؟ من أوصله؟ هل يمكن تتبع خطاه في طريقه للمطار؟ وللإجابة على هذه الاسئلة، هناك سيناريوهات ممكنة يمكن رسمها في تتبعه حتى باب الطائرة.
السيناريو الأول أنه لقي تسهيلات، ولا يمكن لشخص أن يغامر بمثل هذه التسهيلات إلا حين يتأكد من أن الخاطف ماض بشكل جاد في طريقه بالتالي احتمال تورطه في مسألة إرهابية كهذه معدومة، وهذا يعقد الوضع قليلا، ما يجعل من تصريحاته المسربة -وقد تكون موجهة وهو تصرف ذكي من السلطة- مجرد تمويه لكسب مزيد من الوقت الذي قد يطول في هذه الحالة، لكن مجرد إعلان الخبر كان انتصارا بحد ذاته للخاطف -حتى لو تم القبض عليه- ولمن يقف معه ومن رتب له كل هذا، وهناك شخصيات قليلة في البلد يمكنها فعل ذلك.
السيناريو الثاني، أنه ردة فعل مدروسة على حالة ما، وللرجل معاونين ودرسوا الخطوة جيدا وتمكنوا من اختراق الحراسة بطريقة ما، وماضين في طريقهم لأسبابهم الخاصة، وهذا أسوء خلافا للأول الذي يمكن السيطرة عليه من خلال التراجع أو التدارك.
أما السيناريو الأخير، غير المنطقي، أن يكون هاويا أو مجنونا، سينتهي به المطاف لأن يسلم نفسه، وهذا سيكون أثره أكثر من كل الهجمات الإرهابية التي عرفها البلد، لأنه يثبت هشاشة الأمن القومي للبلد، حين يتمكن شخص من فعل كل هذا بدون أهداف واضحة.
من يكون المتخطف؟
لا أحد يعرف بالضبط من يكون الخاطف، لكن تسمح لنا السيناريوهات التي رسمنا من اتهام أشخاص يمكنهم وحدهم الإقدام على حالة كهذه، في ظرفية كهذه، ووقت كهذا.
تقول المصادر الصحفية أن الخاطف أجنبي بسبب لغته، وهذا وحده لا يكفي، وسيرا مع هذا الاحتمال، يمكن لنا التساؤل ببساطة وببداهة فهل كانت توجد رحلة اليوم على متنها أجنبي تم توقيفه او عرقلته أو تقرر إرجاعه ويمثل ذلك نهاية؟ هارب؟ وحدها سلطات المطار يمكن أن تجيب!
أم هل يوجد طيارون أو ميكانيكيون أجانب يعملون في المطار ومتذمرون؟ هل يوجد عسكري من سلاح الجو تلقى تكوينا في بلد أوروبي لم يعد لديه ما يخسره؟
كل هذه الإحتمالات ممكنة لأن الطائرة في متناوله بالتالي وصوله للمطار لا يشكل مشكلة، لكن باعتباره ليس أجنبيا يمكن أن نفتح أفقا أخر.
هشاشة الأمن
من مؤكدا الأن أن هناك فشل ذريع للاجهزة الامنية بمختلف أسلاكها، بعد أن استطاع شخص القيام بفعل كل هذا ببساطة، رغم انه في بلدان الأخرى، من المستحيل فعل ذلك اللهم في الجو، ما يعني بالضرورة أننا غير مؤهلين لرهانات أكبر، ستكون خسارتنا لها خسارة فادحة تنعكس بشكل مباشر على استمرار الدولة.