بلد يقدس "السيبة"!

على الرغم من أن الجهات المعنية ـ ولأسباب قد لا تتضح قريبا ـ قد استبعدت حوالي 90% ممن شملهم تقرير اللجنة البرلمانية، وحذفت من الاتهامات قضايا فساد كبرى (كتفليس وتخريب مؤسسات وطنية كبيرة)، رغم هذه الغربلة التي أبقت على الرؤوس الكبرى ومن تولوا كِبر كبريات الفساد، فقد انبرى أفراد كثر من المجتمع، بعضهم كتاب ومهنيون، يدافعون عن هذه الرؤوس، كل بحسب قرابته القبلية أو صلته الشخصية او سوى ذلك، ويتهمون السلطات المسكينة باستهداف وظلم "أصحابهم"، مع التأكيد أنهم ليسوا أبرياء فقط؛ بل هم مثال النزاهة في التسيير، والوطنية والتضحية من أجل الوطن والسهر على مصالحه العمومية...
وهكذا فإن المليارات التي وضعت عليها اليد، وتلك التي تخرج أعناقها دون أن يسألها أحد، إنما هي أموال نظيفة تالدة لأصحابها، أو هي خيال، وما لحق بالدولة من نهب العقارات وتضييع المصالح والفساد في الادارة والتسيير... كان في جزر الفوكلاند أو غيرها ولم تكن له حقيقة هنا...
لأن الجميع أبرياء ولا يجوز في حقهم الاتهام ولا المساءلة، إلا ظلما واستهدافا وحقدا وحسدا من الفاسدين الحقيقيين، الذين لا وجود لهم أيضا عندما يحين حسابهم...!!

 

م محفوظ ولد احمد

أحد, 14/03/2021 - 14:32