لم يتوقف حديث بعضهم ،على مستوى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية،كما أن بعض الاجراءات التى قام بها ولد غزوانى،مثل تعيين ولد انجاي و إجازته لبرنامج دعائي فرنسي ،بإشراف أحد عملاء عزيز،تدل على تواصله مع ولد عبد العزيز.
أما اليوم فبدأ الحديث عن عودة ولد عبد العزيز،يرتفع،بحجة أنه سيتولى رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية!.
هذا الغموض فى شأن مصير الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز،يدعو للتساؤل عن مدى قوة الرئيس الجديد و مدى تملصه من تأثير سلفه،كما يبدو من خلال ظلال التحركات،أن ولد عبد العزيز راغب فى تولى رئاسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية،الذى يسيطر على أغلبية البرلمان و البلديات و جميع رئاسات المجالس الجهوية .
و لا يستبعد بعض أنصاره، أن يرجع ولد عبد العزيز قريبا للوطن و يتولى رئاسة الحزب الحاكم،قبل نهاية السنة الحالية،لتصبح فعلا سلطة برأسين،و يومها فعلا ستكون الدولة تحت تأثير التجاذب،بين طرفين نافذين،لكل منهما مبررات تأثيره على السلطة !.
هذا الوضع الادستوري المريب،يستحق الاستفسار القانوني و السياسي و الأخلاقي.
رئيس منتخب يضايق فى صلاحياته ضمنيا،و رئيس سابق،لا يريد الغياب الكلي من المشهد السلطوي!.
موريتانيا المسكينة، لم تعد تعانى فحسب من سيطرة كبار الجنرالات على الحكم،و إنما أضحى شبح الصراع بين الجنرالين على السلطة، أمر يتعزز فى الأفق.
فهل تستطيع أن تتحمل دولتنا، كل هذه المنافسات الخفية و الظاهرة على النفوذ ؟!.
و ستبقى فى المقابل، بعض التساؤلات الحرجة، معلقة فى الأفق.
فهل الذاكرة الجمعية الموريتانية ساذجة إلى هذا الحد،لتقبل عودة ولد عبد العزيز من النافذة،بهذه السرعة و السهولة، فى نفس الوقت؟!.
أليس ولد عبد العزيز و بعض مقربيه،متهمين، على رأي كثيرين،بنهب المال العمومي،على نطاق واسع متنوع،فكيف يسمح له بالعودة لما أدمن عليه؟!.
و من ناحية ثانية،رغم صداقة عزيز و غزوانى العميقة،فهل سيسحم الرئيس محمد ولد غزوانى بتولى ولد عبد العزيز،لهذا الموقع القيادي الحزبي الحساس،ليكون ولد عبد العزيز،قد تمكن عمليا من تدشين مشروع العودة للسلطة،و بعد مغادرتها بوقت وجيز؟!.
و قبل أن تستقبلوا ولد عبد العزيز أو تنصبوه على رأس حزب الاتحاد ،اعلموا أن السيل بلغ الزبا .فلا تفاجئكم ردود فعل غير محسوبة .فإما انفجار الشارع أو سيطرة ضباط متوسطين،و متوسطى الوعي و الحكمة،و قد تكون الحصيلة مرة و خطيرة على مشروع دولة موريتانيا و تماسكها !.