بدأت بعثات الحزب الحاكم تتوافد إلى جميع مقاطعات البلد للتواصل مع الأطر والفاعلين السياسيين وممثلي المجموعات المحلية ، بغية رسم لوحة عن المشاكل والنواقص والمطالب والاختلالات على أصعدة شتى.
أيها المبتعثون إنكم أطر وكفاءات ذوو خبرة وتجربة وعقول وأمامكم خياران لاثالث لهما :
أولا: تجسيد كرنفال هزلي مع جوقة الطامعين والمتزلفين وأباطرة المتاجرة في معاناة الخزانات والحواضن الانتخابية ، إنه دور كلاسيكي جسدته الأحزاب الحاكمة بمختلف مسمياتها وخلفياتها في موريتانيا منذ إنشائها وإلى اليوم.
ثانيا: نقل صورة أمينة عن الواقع إلى الجهات العليا ، وهي بطبيعة الحال ليست صورة وردية بالضرورة، لكن الواقع يبقى هو الواقع فلنتصالح مع ذواتنا وضمائرنا ولو لبعض الوقت.
إن المجموعات المحلية تعاني في كل شبر من البلد بنقص الخدمات وضعف البنية التحتية ، والظلم والتهميش خاصة فيما يخص حملة الشهادات الذين تتغول عليهم المنظومات التقليدية والبيروقراطيات المتوارثة منذ الإستعمار والإستقلال وما بعد ذلك.
إن البلد اليوم تنفس الصعداء بمستوى من الانفتاح غير مسبوق ، ولكن قاطرة التنمية مازالت تتحرك ببطء شديد ، بل أكاد أقول إنه ممل.
إن المنظومة الإدارية لم تضخ فيها دماء جديدة ، بل مازال تدوير المفسدين يربك المشهد ، ويجعل غالبية المؤيدين للنظام الحالي يمسكون العصا من الوسط ، عل وعسى أن تكون مجرد فترة انتقالية سيليها التمكين لذوي الخبرة والنزاهة ، والإبتعاد عن المفسدين.
السيد الرئيس
إن موريتانيا كانت ومازالت غالبيتها تعول عليكم كثيرا ولكن الحرب على الفساد تراوح مكانها ، فلا برامج تلفزيونية ودعائية ضدها وأخواتها من الممارسات المعيقة للتنمية ، ولامساءلات قضائية ، بل إن اللا مركزية المفرطة اليوم جعلت سوس الفساد ينخر في جسم الإدارة والموارد المترهل.
الكل يدرك أنكم سيادة الرئيس واجهتم كارثة غير متوقعة ووضعا إقليميا ودوليًا بالغ التعقيد ، ولكن طموحنا كبير ، ونعتقد أن باستطاعتكم كسب رهان التنمية وبناء دولة العدالة والقانون والتنمية والرخاء، لكن ذلك يتطلب جهدا جهيدا ، وتضحيات جسام ، وقرارات حاسمة.
وفقكم الله
وحفظ موريتانيا
محمد محمود إسلم عبد الله