الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تلقب بأرض المليون شاعر هل هي أرضالمليون سياسي؟
لن ندخل في الغلو وخاصة عندما ننظر للحياة المجتمعية لموريتانيا حين نقول انالشعب الموريتاني في مرحلته الراهنة والتي بدأت مع التسعينات، هو من أكثرشعوب العالم، إن لم يكن أكثرها، ولعاً بالسياسة وانهماكاً فيها. فكلّ فرد فيه تقريباًهو رجل سياسة من الطراز الأول وحتي المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي . فلا نكاد نتحدث إلى بائع حانوت أو سائق سيارة اجرة حتى تجده يزن لكالبضاعة ويفاوض في الأجرة وهو يحاورك بالسياسة أو يسألك عنها اشطاري فيالدولة. وقد يحمل الحمال لك البضاعة فيحاول في الطريق أن يجرك إلى الحديث فيالسياسة وهو يزعم أنه لو تسلم مقاليد الأمور لأصلح نظام الحكم بضربة واحدةولكن ماهي الرؤية السياسية السائدة وخاصة عندما نستمع جيدا تتلخص السياسةبأنها وسيلة للتكسب الشخصي قبل أن تكون مبادئ؟للاسف دخلنا مرحلة المأزقالحقيقية التي تواجه مفهوم السياسة، الا وهي انعدام مفهوم المصلحة العامة فيثقافة مجتمعنا، أو أن دلالة مفهوم المصلحة يؤشر إلي معنى سلبي أو لا أخلاقي! وهنا تكمن إشكالية سوء الفهم التي تنعكس على ممارسة العمل السياسي برمتهوإنتاج الوعي الشعبي ؛ في حين عملية الاقتران بين السياسة والمصلحة العامةتشير إلى أن المصلحة المقصودة هنا كل ما يجتمع عليه رأي المواطنين في المجتمعمن سيادة حكم القانون، وحفظ السلم والأمن، والرغبة بالحياة الحرّة والكريمة. وهذهالمحددات هي المعيار الذي يؤسس للسياسة مشروعيتها، وليس المصلحة الخاصة لمنيدير الشأن السياسي ولكن اين نحن من ذلك ؟.
اخوتي لنتفق أن من أسباب الخلل التي طرأ على المجتمع هو تفريطنا أفيمصالحنا العليا، والإخلال بها، سواء بسبب مصالح شخصية لبعض الأفرادوالمنتفعين، أو بسبب مصالح حزبية وطائفية لأحزاب وطوائف وتنظيمات، جعلتمصالحها الخاصة فوق مصلحة الجميع، وضربت بأرض الحائط بعلم او بغير درايةبقيم المواطنة .
إن المصلحة الوطنية جزء أصيل لا يتجزأ من كيان وفكر أي مواطن أصيل، وخاصةفي وطن متعدد الأعراق والثقافات وحلقة وصل بين افريقيا جنوب الصحراء وشمالهفعلينا إذا تغليب المصالح الوطنية فهي واجب وطني، والتعبير عنه سهل ميسوريتأتى من كل فرد غيور في أي مجتمع وفي أي موقع كان، فالأسرة التي يحرص كلفرد فيها على أن يكون مواطناً صالحاً في مجتمعه، متحلياً بالقيم الإيجابية، قيمالاعتدال والوسطية والتسامح والأخلاق الحميدة وحب الوطن والولاء له والسلامة منالتحزب والتطرف والانتماءات الدخيلة والحرص على الأمن والاستقرار يعبر بذلكتلقائياً عن تغليبه للمصالح الوطنية وعلينا أن نستغل الفرصة، فرصة الهدوءالسياسي والمناخ العالمي الذي يتجه للتنمية الداخلية لندخل التنمية الوطنية انطلاقامن أن المصلحة العامة هي نفسها المصلحة الخاصة بوصفنا أفراد في المجتمع وذلك بالحوار الجاد .
ولكن هل نحن مستعدين؟
ذ/احمد حبيب صو