لا أحد يشكك في نضال الرئيسين أحمد ولد داداه و الرئيس محمد ولد مولود و لكن حين يكون الحصاد هزيلا فلا عبرة بالحديث عن جودة البذور والأسمدة .
قد يقول قائل إن تاريخ الرجلين النضالي يشفع لهما بالمواصلة ولكن في التاريخ رد عليه فاتشرشل بطل الإنكليز في الحرب العالمية الثانية هزم في الإنتخابات لأن المرحلة تتطلب التغيير و كذلك كان مصير ديغول الذي استقال حين رفض الفرنسيون تعديلاته الدستورية وديغول بطل تحرير فرنسا .
قد يقول قائل إن المعارضة وخصوصا التكتل مدرسة نضالية ولكن المدارس تعرف بخريجيها و التكتل خرج مناضلين صاروا فيما بعد رموزا لنظام ولد الطايع وعشرية عزيز و مكلفين بمهام في نظام غزواني وبالتالي فالتكتل دوري محلي يحترف نجومه في الدوري الحكومي الممتاز .
قد يقول قائل إننا مجرد مناضلي لوحة المفاتيح ولكن مادام النضال سلميا فالانترنت أكثر فعالية في إسماع الصوت و إيصال الكلمة أما ساحات النضال الحقيقي فالشعوب التي طفح كيلها هي التي تنزل إليها دون تخطيط ودون وصاية من معارضة أو زعماء أحزاب .
قد يقول أحد شعراء بلد المليون شاعر بيت الحطيئة :
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم = من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدوا .
ولمثل هؤلاء أقول إن المعارضة حق لكل موريتاني و أننا أكثر شرعية من سياسي الموائد فنحن هم الشعب المظلوم المهمش و نحن أدرى بتفاصيل خريطة الظلم في أزقة وحواري الأحياء الشعبية .
أنا لا أنكر نضال المعارضة ولكنه نضال كرس خدعة معاوية الديمقراطية وبارك فوز المرحوم سيدي و شرع إنقلاب عزيز ورفاقه وهو اليوم يلعب دور الستائر المسدلة بين القصر والشعب لكي لا توقظ شمس الأسعار الملتهبة ورياح القمع المعتمة نائمي القصر الرمادي .
آن الأوان أن يستلم الراية شباب لم تلههم تجارة الدين و الإيديولوجيا والطائفية ولا علاقة لهم بصراعات البدو أيام الحروب على آبار المياه العكرة ، وهو ذات الوقت الذي يجب أن يعود فيه الضباط الجمهوريون إلى ثكناتهم ويتفرغ زعماء المعارضة أطال الله أعمارهم لكتابة مذكراتهم.
بابه أربيه