مكث معاوية ولد الطائع أكثر من عشرين سنة في السلطة, مهد فيها لانواع الفساد وأقام أركانه, وقضى على الدولة ومحا دورها, ولم يترك منها إلا جهاز أمنه الذي تنمر وتضخم حتى باض بيضة أكبر منه هي حرسه الرئاسي (بازب)... ثم ختم مسيرته بعلاقات آثمة مع العدو الصهيوني مقابل عدم أخذه بالجرائم المروعة التي ارتكبها بحق أبناء شعبه.
لم يسلم شيء من شرر الرجل الوديع الهادئ الذي يبدو في صوره وكلماته قديسا!!
وحتى الزمن والتاريخ لوثه. ومن أهم أيام الزمن وتاريخه لهذه الدولة, ذكرى الاستقلال الوطني 28 نوفمبر... التي أبى إلا أن يسممها بالمجازر العنصرية الغريبة على هذا البلد, والتي سبقها ورافقها وأعقبها بحملات القمع والتعذيب البشعة...
من واجب الدولة الموريتانية وسلطاتها في كل وقت أن تفتح هذا الملف الملغوم والجرح الأليم لتداويه بمحاسبة الضالعين فيه من قمتهم إلى قاعدتهم, وتضرب عرض الحائط بقانون "العفو" الجائر, وتحق العدالة وتنصف المظلومين من ظالميهم الذين يسرحون ويمرحون محميين بالجور.
إنه من المستحيل أن ينعم بالراحة ذو ضمير حي ومشاعر إنسانية من أبناء هذا الوطن, ما لم يطلع بصدق ووضوح على حقيقة أحداث مركز إينال وسجن ولاتة, ويرى العدالة تنساب بحرية, وتعيد بسط القول وفصله في تلك الجرائم ومرتكبيها وضحاياها...
لقد حان الوقت, ولن يفوت مطلقا; بل سيظل يصرخ ويجلد هذا البلد ويشوه تاريخه ويلوث رموزه.
فهل من مدكر ؟