تخلد بلادنا في الثامن والعشرين من نوفمبر من كل عام ذكرى الاستقلال المجيدة وهي مناسبة عظيمة لتقييم المنجزات والوقوف على أسباب الإخفاقات فشهر نوفمبر ليس كسائر الشهور بالنسبة لبلادنا التي نالت استقلالها عام ستين وتسعمائة وألف حيث أسس الجيل الأول بإيمان وعزيمة بقيادة الرئيس المرحوم المختار ولد داداه هذه الدولة في ظروف صعبة وأقنعوا العالم بها ورسخوا في ذهن المواطن البدوي أنذاك أهمية الإستقرار وضرورة الإيمان بالوطن والولاء له، ولإن كان جيل التأسيس أفلح في هذه الأمور الأساسية والتي لا بد منها لتكون منطلقا لوطن قوي ومتماسك ومتصالح مع ذاته فإن الأجيال الحالية مطالبة بالحفاظ على ذلك لتكون خير خلف لخير سلف، من هنا يتحتم على النخبة الوطنية أن تسعى لاستغلال هذا الظرف الجيد والجو الملائم الذي يطبع حكم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يتميز بالانفتاح على مختلف أطراف الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي في البلد للانطلاق بالبلاد نحو التقدم والازدهار،
ولن يتأتى ذلك إلا بجملة من الشروط الأساسية أولها إصلاح قطاع التعليم وهو الأمر الذي وعته الحكومة بعد إضافة مهمة الإصلاح لوزراة التعليم الأساسي والثانوي والتكوين المهني وهو ما سيمكن مع مرور الوقت من إيجاد المدرسة الجمهورية التي تعد من أولويات رئيس الجمهورية في برنامجه تعهداتي، فالمدرسة الجمهورية وحدها الكفيلة بخلق المواطن النموذج الذي يتجاوز الجهة والقبيلة واللون والشريحة ويؤمن بدولة المواطنة الحقة، أما ثاني هذه الشروط فيتعلق بالعمل الجاد من لدن الجميع لبناء دولة مؤسسات قوية تستمد معاييرها من القانونية والمشروعية ويجد فيها المواطن ذاته من خلال القدرة على الأداء وتحمل الأمانة وإدراك أن المسؤوليات تكليف لا تشريف أو لنقل تكليف وتشريف شريطة إدراك المسؤول أن الدفع به لتحمل المسؤلية، هو من أجل خدمة المواطن والمساهمة في تطوير الوطن، ثالث شروط الإنطلاق بالبلد أو الإقلاع به نحو التنمية والرفاه هو خلق إكتفاء ذاتي في مجال الأمن الغذائي وذلك لضمان عدم التأثر القوي من الصدمات والهزات العالمية التي تحدث من حين لآخر وما تداعيات فيروس كورونا عنا ببعيد،
وفي هذا الصدد فإن دعم الشباب العاطلين عن العمل والراغبين في المساهمة في تطوير البلاد، دعمهم على الأساليب العصرية للزراعة والتنمية الحيوانية والصيد البحري وغيرها من مجالات الإنتاج كفيل بخلق نهضة تنموية تسهم في هذا المجهود الذي يفرض ذاته خصوصا في هذه الظروف العالمية المتغيرة، أما الشرط الرابع فهو الاعتزاز باللغة العربية لغة القرآن والدستور واللغات الوطنية التي يتحدث بها جزء مهم من مكونات الشعب الموريتاني والانفتاح على اللغات العالمية الأخرى قصد الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى والاستفادة من إيجابيتهم وكذلك لتطوير البحث العلمي الذي بات في وقتنا الراهن ضرورة ملحة لأي بلد يريد لنفسه دخول معترك الزحام العالمي ليكون شيئا مذكورا وبلدا مؤثرا في محيطه الإقليمي والعالمي، شرط آخر أختم به هذه العجالة ويتعلق أساسا بالمجتمع كل المجتمع وهو العمل على تربية الأبناء داخل البيوت على حب الآخر وتعليمهم أن التنوع الثقافي والعرقي مصدر ثراء وقوة وأن الجميع سواسية وإخوة في الدين والوطن والمصير المشترك، وبهذا نكون أعنا رئيسنا السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي وفر المناخ المناسب منذ أول وصل لسدة الحكم للتطوير والبناء، وهو الأمر الجلي في برنامجه تعهداتي الذي تنفذه حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال بإصرار وروية وهو ما خلق نتائج ملموسة في مختلف القطاعات الحكومية وتجسد ذلك أكثر من خلال إطلاق مشاريع وتدشين أخرى لامست مختلف مناحي حياة المواطن وتطلعاته وذلك في مختلف ربوع البلاد، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال المجيد، ذكرى نوفمبر المجد والعز والشهامة.