الروابط الأمنية وثيقة مع فرنسا و تكاد تكون مركزية،و كذلك الروابط الإدارية،حيث يتكلم و يعمل الكثير من إداريينا بلغة المستعمر.
بعد 60 سنة من خروج قوات فرنسا من موريتانيا،ما زال استقلال موريتانيا ناقصا،فإلى متى ؟!.
قرارات حاسمة تتطلبها موريتانيا لتعزيز استقلالها،كما يتطلب الاستقلال المزيد من الإجراءات الفعلية العملية،لنصبح بإذن الله،دولة مستقلة بمعنى الكلمة.
الكثير من أطرنا،من عرق معين، لا يكاد يقدر على كتابة إسمه بلغة القرءان،و كلما أتخذت خطوة فى اتجاه تعزيز انتشار اللغة العربية، أحسوا بالغم و الهم الشديد.
إن هذا الارتهان للغة المستعمر و تقاليده، يعتبر حاجزا سميكا، فى وجه الاستقلال الفعلي الكامل.
تلك قصة بعض أوجه النقص الثقافي و التعليمي و الإداري،التى ما تزال ماثلة جاثمة على واقعنا المتعثر،فمتى نسعى شعبيا و رسميا،للوقوف فى وجه هذا الجانب من الخلل البين فى استقلالنا،رغم مرور ستين سنة، على إعلان ظهور الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
و يبقى الاستقلال الاقتصادي،مهما و جوهريا،فدولة تكاد تستورد كل شيئ،حتى حبة الطماطم،وجودها فى خطر،و ربما استقلالها مجرد دعوى،تحتاج لأدلة مقنعة مفحمة،لاثبات تلك الدعوى.
و بعض أحداث هذا العام،2020، نبهت بعمق لأهمية الاستقلال الغذائي و الصحي، و الاستقلال عموما،فى توفير الكثير من الحاجيات،فكورونا كان درسا فى هذا الاتجاه،كما كان إغلاق معبر الكركرات هو كذلك منذرا فى هذا الصدد.
الارتباط بالغير مسألة حتمية،لكن فى حدود،أما أن يكون وطن معين تبع للآخرين،فى كل شيئ،فذلك هو الضعف و فقدان الاستقلال بعينه.
و للتذكير كان الاحتفال بذكرى الاستقلال،غالبا ما يقتصر على حمل المشاعل ليلة الاستقلال،و صباحا بعض الاستعراضات العسكرية، و فى المساء إلقاء المظليين و الرماية و سباق الجمال،دون أن يتم التركيز على خطاب إعلامي و سياسي لتعميق وعي المواطنين تجاه مفهوم الاستقلال الحقيقي.
و اليوم يتجدد المشوار مع تزيين الشوارع بخطوط بيضاء،غير ذات تكلفة أو فائدة نوعية بالنسبة للاستقلال،و ينتهز كل قطاع حكومي الفرصة،للإعلان عن عشرات التدشينات،و يحضر عند كل ذكرى للاستقلال خطاب رئاسي، يعد و ينمق و يروج،فهل ينتبه الجميع،لأهمية ترسيخ و تبيين المفاهيم الإيجابية،الخادمة لتكريس المزيد من استقلال الوطن و تجسيد قيم المواطنة،لتكون ذكرى الاستقلال و تذكره،فرصة حقيقية لتحويل الاستقلال إلى واقع حي نافع شامل واعد باستمرار،نحن مزيد من التنمية و التمسك بهويتنا الإسلامية و الوطنية.