لا نفتأ نسمع في ملتقياتنا وأنشطتنا المحلية ممن جرهم التملق واللا مسؤولية, الاشادة بالديبلوماسية الموريتانية وإنجازاتها الدولية العظيمة, رغم العزلة الموحشة والنسيان الدولي اللذين تعيش فيهما موريتانيا منذ عقود...
الانتكاسة التي أصابت موريتانيا في مكانتها الاقليمية وصيتها الدولي بسبب انقلاب 1978 وتوابعه الاسوأ منه التي ما نزال نعيشها, كان ينبغي الا تغيب عن فطنة وذكاء وأمانة المثقفين الموريتانيين, ولاسيما الديبلوماسيين منهم خاصة.
ومن الناحية المنطقية كيف لبلد عاش واستمرأ واستحسن انقلاب 2008 الذي لطخ صورة 2007 الجميلة (قبحها او شوائبها من الداخل لا يدركها العالم ولا يهتم بها), أن يفخر بصيته وحسن مثله؟!.
وانظروا قريبا, بعقل: هل يمكن لشخص عديم التعليم, محدود المدارك, خصم للثقافة والأدب, وصل السلطة بطريقة غير شرعية... أن تكون له علاقات حقيقية (مؤثرة) مع زعماء العالم وقادة الديبلوماسية والرأي والفكر والفن... المؤثرين في العالم؟؟.
بل - كما عشنا - تنحصر علاقات هذا الشخص الانطوائي (شعورا بالنقص) في لقاءاته "الرسمية" الصامتة مع نظرائه من الانقلابيين والتافهين, من قادة دول متخلفة; مرغمة بحكم الجوار أو التبعية لفرنسا, على الاتصال والعلاقة به (تشاد, النيجر, مالي, غينيا بيساو, غامبيا جامي, سواتينيا... الخ).
وهكذا ضاعت موريتانيا الشناقطة, وضاعت موريتانيا ولد داداه التي كان صداها قويا بناء وعميقا مؤثرا, أو محترما مرموقا, في الشرق والغرب وما بينهما...
ومع الاسف, وبسبب النظر الى الأسفل, والمقارنة مع الأسوأ... يأتي اليوم من يتحدثون بكل بساطة عن الدور الديبلوماسي والسياسة الخارجية الناجحة لموريتانيا, في عشرية القمتين الفضيحتين... وما على شاكلتها مما قبلها وما بعدها من عزلة الازدراء الدولية...
ودعكم من سمعة الفساد والرشوة... التي توجت سمعة "عصر الديبلوماسية الذهبي", على حد وصف بعض المتملقين المرتزقين او العميان البرصان العرجان الحولان (معتذرا للعلامة الجاحظ عن اختلاف الموصوف)...