المخدرات والاتجار بها في موريتانيا: صرخة إنذار – كتاب أبيض

أصدر الخبير الدولي الموريتاني، البروفسور اعلِ ولد المصطفى ، كتابًا أبيض يتناول ظاهرة انتشار المخدرات في أوساط الشباب الموريتاني. ويعتبر هذه الظاهرة مثيرة للقلق، حيث تمثل مشكلة معقدة تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في البلاد.

وأشار الخبير القانوني، المقيم في تونس، إلى أن موريتانيا، لكونها مفترق طرق استراتيجي بين أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والمغرب العربي، تواجه أزمة غير مسبوقة تتمثل في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها. وبفضل طول حدودها وقربها من الأسواق الأوروبية، باتت موريتانيا ممرًا استراتيجيًا لعصابات المخدرات من أمريكا اللاتينية وشبكات منطقة الساحل. 

 

 

تحليل شامل للأزمة

 

يوضح الكتاب كيف تعمل هذه الطرق على تغذية تجارة المخدرات وتمويل الجماعات المسلحة في الساحل. كما يسلط الضوء، من خلال تحليل دقيق يستند إلى حقائق وبيانات حديثة، على الجوانب المتعددة لهذه الآفة، ويقترح استراتيجيات ملموسة لمعالجتها. ويؤكد أن هذه المشكلة ليست محصورة في موريتانيا فحسب، بل هي أزمة إقليمية تهدد استقرار منطقة الساحل برمتها، ويقدم رؤية موثقة للتحرك قبل فوات الأوان.

 

محتوى الكتاب:

 

1. تحقيق شامل على مدى 15 عامًا:  يتتبع الكتاب تطور الاتجار بالمخدرات في موريتانيا، بدءًا من عملية الضبط التاريخية لـ 630 كيلوغرامًا من الكوكايين في نواذيبو عام 2007 وصولًا إلى عمليات الضبط القياسية الأخيرة التي بلغت 2.3 طن في عام 2023.

2. تحليل متعدد الأبعاد: يستعرض كل فصل جانبًا رئيسيًا من المشكلة، مثل الفساد السياسي، التأثير الاقتصادي، وضعف الشباب، والجريمة الوطنية والعابرة للحدود.

 

تأثيرات مدمرة:

 

- حوالي 15% من الشباب في المدن يتعاطون المخدرات، وفقًا للجمعية الموريتانية لمكافحة الإدمان.

- بعض النخب السياسية تشارك في حماية المتاجرين بالمخدرات.

- ظهور اقتصاد مواز يغذي عمليات غسيل الأموال في قطاع العقارات وتعدين الذهب.

- ارتفاع معدلات البطالة (30%) يجعل الشباب عرضة للتجنيد من قبل الشبكات الإجرامية.

- غسيل الأموال في قطاع العقارات يؤدي إلى ارتفاع أسعار السكن في نواكشوط بشكل مصطنع.

- ينبغي على المجتمع نبذ مستهلكي المخدرات والمتاجرين بها، حيث سيؤدي ذلك إلى تفاقم عزلتهم الاجتماعية.

 

دعوة للعمل

 

يؤكد المؤلف أن هذا الكتاب الأبيض ليس مجرد عرض للمشكلة، بل هو صرخة إنذار لتعبئة جميع الجهات الفاعلة - الحكومية والمجتمعية والدولية - حول قضية مشتركة:

 

- تعزيز الحوكمة الداخلية لكسر حلقة الفساد المفرغة.

- الاستثمار في التعليم والتوظيف لتوفير بدائل قابلة للتطبيق للشباب.

- تحسين إدارة الحدود باستخدام التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون عبر الحدود.

- دعم المبادرات المجتمعية، التي تُعَدّ الركائز الأساسية في هذه المعركة.

 

كما يستعرض الدكتور اعلِ محمود كيف أن المخدرات تشكل تحديًا كبيرًا لموريتانيا على كافة الأصعدة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية. وعلى الرغم من أن عمليات المصادرة الكبيرة تظهر الإرادة لمحاربة المخدرات، إلا أن هذه الجهود لن تكون كافية دون وعي بخطورة المخدرات على تدمير أمة بأكملها. ولذلك، يُؤكّد على ضرورة معالجة هذه المشكلة من خلال الاستثمار المكثف في الشباب، فهم مستقبل البلاد وأول ضحايا هذه الآفة.

 

 

لتحميل الكتاب مجانا

اثنين, 14/04/2025 - 16:32