يتواصل اغلاق الثغرة غير الشرعية في الكركرات بالصحراء الغربية منذو ايام وقد نتج عن هذا الاغلاق كثير من ردود الفعل واعاد الاهتمام في المنطقة والعالم بقضية الصحراء الغربية المنسية في دهاليز مجلس الامن منذو ثلاثة عقود .
صحيح ان العالم شهد خلال نفس الفترة الكثير من بؤر التوتر الخطيرة والملتهبة التي ربما يعتبرها مجلس الامن "اكثر الحاحا" من قضية الصحراء الغربية حيث يفتتح الامين العام للامم المتحدة دائما تقريره حولها الى مجلس الامن بعبارة : " تميز الوضع في الصحراء الغربية بالهدوء التام خلال الفترة... "
لقد صبر الصحراويون الذين حاربوا المغرب ما يزيد على عقد ونصف حربا شرسة تاكد للمغرب خلالها انه لا يستطيع كسب الصحراء الغربية عسكريا ، فجنح للسلم واكد انه يعترف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي ووقع معها سنة 1990 اتفاقيات وقف اطلاق النار باشراف من الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية ، وبدا مسلسل السلام الذي كان من المنتظر ان ينتهي خلال سنة واحدة باستفتاء عام وعادل تحت رعاية الامم المتحدة يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره.
و بعد سنوات من المضي في هذا الطريق وتحديد هوية ثمانين الفا من الصحراويين كمصوتين ، جاءت ادارة جديدة للمغرب تحت حكم الملك الحالي وبدات شيئا فشيئا تتنصل من التزامات سلفها ،وبالرغم من اخلالها الواضح وتحديها احيانا للبعثة الاممية التي اصبحت لا تملك من الامر سوى حماية مصالح المغرب وتوفير له على طبق من ذهب ماعجز عنه ميدانيا .
تمتع الطرف الصحراوي بكثير من ضبط النفس ومحاولة اصلاح المسار ولكن بدون جدوى لان المغرب لم يصدق ان كل اهدافه من احتلال الصحراء الغربية تحققت له :
-التحكم في ما تحت يده من الاقليم كما يشاء فادانة هيئات حقوق الانسان لا تخيفه لان فرنسا تحميه...
- خيرات الصحراء الغربية ينهبها بدون اي خوف رغم احكام محكمة العدل الاوربية المتكررة ففرنسا تحميه..
- مع فتح طريق التصدير البرية التي توفر حاليا نحو 15% من الدخل القومي اصبح الوضع الحالي هو قمة ماكان يحلم به.
بالنسبة للبعثة الاممية اصبحت اشبه بشرطة تنظيم المرور في ثغرة الكركرات الغير شرعية ، فهي تستيقظ فقط عندما تتوقف مصالح المغرب فلا صراخ الصحراويات الماجدات في شوارع العيون وهن يتعرضن للضرب والقمع يوقظها ، ولا فتح القنصليات في ارض نزاع يوقظها ، ولا رفض المغرب لكبار موظفي الامم المتحدة لزيارة العيون يوقظها ، ولا غلق المناطق المحتلة و طرد كل من يحاول تسليط الضوء على مايحدث فيها يوقظها . وبالرغم من كل هذا الفشل يمر ما يزيد على سنة من دون ان يعين الامين العام ممثلا خاصا له بعد استقالة الرئيس الألماني السابق ، ويروج البعض انه لم يجد حتى الآن شخصية دولية وازنة تقبل المنصب.
بالمقابل يعيش الصحراويون في اللجوء منذو نحو خمسة عقود في ظروف جد صعبة ولكنها احسن من ظروف من يعيشون تحت الاحتلال في ظروف قاسية جدا حيث تم اغراق المناطق المحتلة بالمخدرات والجريمة والقمع والتنكيل والسجون حيث توجد حاليا كوكبة كبيرة من الصحراويين الابطال في السجون المغربية لمجرد تعبيرها عن رفض الاحتلال .
على الجميع ان يعلم ان هذه الوضعية لم تعد مقبولة و على المغرب ومحبيه ان يتقدموا في مسلسل السلام الاممي الذي ينتهي باستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي الذي تطالب به الامم المتحدة وسيجد جميع شعوب المنطقة الحرية ويسيرون نحو اندماج حقيقي مثمر وبناء تنمية متكاملة للمنطقة ليس على حساب احد من اهلها ، انما ما نجحت به الكتل السياسية في العالم هو التعاون وحسن الجوار والاحترام المتبادل .