
نظم بيت الشعر - نواكشوط مساء اليوم الخميس 10 أبريل 2025 جلسةً مميّزة مع الوزير السابق صو آدما صمبا، وذلك ضمن سلسلته "تجارب مثمرة"، التي تسلطّ الضّوء على أهمّ الشخصيّات المعرفيّة والثّقافيّة بالبلد بهدف الكشف عن تجاربها الفكريّة والمهنية، وإطلاع الجمهور على ما خفي من تفاصيل في محطّاتها ومواقفها ذات الانعكاس بالغ التأثير فكريّا واجتماعيّا بغية استخلاص التّجربة منها، وقد قدّم الجلسة الدّكتور عبد الله السيّد الّذي عرّف بضيف النّدوة في سيرة موجزة، محيلا إليه الحديث.
وقد ولد صو آدما صمبا بآفطوط الضفّة خلال الخمسينيات من القرن العشرين، والتحق بالتّعليم المحظريّ بداية، ولاحقا بالمدارس الحديثة، حيث نال ختم الدّروس الأساسيّة 1968 وختم الدروس الإعداديّة 1971، والباكالوريا الأدبيّة عام 1975 من المعهد الدّينيّ بالكويت.
وفي معرض حديثه عن مرحلة التحصيل العلمي تطرق السيد آدما صبما إلى مراحل النشأة والظروف التي مر بها خلال المحطات المختلفة من التعليم، حيث تنقل بين المحاظر والمدارس الأهلية حتى تحصل على كم كبير من المعارف اللغوية والدينية، لينتقل بعد ذلك إلى نواكشوط، ثم إلى محطات مختلفة من العالم العربي مرورا بلبنان والكويت حيث حصل على شهاداته في التعليم العالي.
أما عن المسار المهني قد بدأ العمل 1981 حتّى 1985 رئيسا لقسم الشّرق الأوسط وآسيا "وزارة الخارجيّة والتّعاون"، ثمّ أمينا عامّا لوزارة العدل والتّوجيه الإسلاميّ، من عام 1985 حتّى 1990، وأصبح وزيرا للعدل 1990 حتّى 1992، وتواصلت أشغاله وأعماله الإداريّة داخل البلاد فترأّس محكمة الحسابات من 2001 حتّى 2003.
ويسرد صمبا في إطار حديثه عن المسار المهني مجموعة من المواقف والقصص التي مكنته من التقرب من الناس من مواقعه المتعددة، وحرصه الدؤوب على الأخذ بحقوق المستضعفين والسعي في الصالح العام والعمل على ترك آثار حسنة في كافة المواقع التي عمل فيها.
وقد تحدث عن نضاله وكفاحه في سبيل نشر اللغة العربية والتعريف بها والدفاع عنها، متطرقا إلى مجموعة من العراقيل والتحديات التي واجهها مع جيله، مؤكدا على أن إخلاصهم في العمل من أجل اللغة العربية كان عامل النجاح الحقيقي في مسيراتهم. وتوجه بالإرشاد للشباب والمشتغلين بالمعارف أن يواصلوا مسيرة التمكين للغة العربية وأن يكون شعارهم في ذلك الحرص على خدمة الأمة بمختلف تفريعاتها وبغض النظر عن العقبات التي قد تواجههم.
وختم مداخلته بشكر القائمين على بيت الشعر مثمنا جهودهم في خدمة اللغة العربية وتراثها الأدبي.
وقد فتح المجال أمام المداخلات مع الحضور النوعي من الأساتذة الجامعيين والباحثيين والأدباء والإعلاميين.
ليختتم النشاط بصورة تذكارية ضمت الضيف مع إدارة بيت الشعر والجمهور الحاضرين.