
تواعد الأباء المؤسسون الى أديس ابابا كانوا يومها ثلاثين او تزيد قليلا و من ثقافات مختلفة ودينات متعددة،منهم وثنيون يمثلون الدين التقليدي للقارة ومسيحيون يمثلون ديانة البيض الاقدم ومسلمون احدث واكثر زخما.
كانت القارة تعيش شرخا عميقا في منطقة غربها الوازنة سياسيا، بين مجموعة منروفيا الاكثر تحررا ،ومحموعة الدار البيضاء المحملة برتوش توسعية معلنة..
نجح رجل القانون وزير الخارجية السنغالي دودو تيام ورفيقه السيراليوني في صياغة وثيقة شكلت اطارا جامعا قبله الجميع.وتولى الغيني بوبكر جالو تالي قيادة قاطرة الوحدة الموعودة رغم لطمات فشل وحدة السودان الفرنسي الذي كان الوزير دودو احد مواطنيه.
كان شباب موريتانيا المسلح بارادة جامحة رغم محدودية امكانياته حاضرا في كل حراك قاري ، لعله الوفد الوحيد الذي كان يمثل الحلقة الاضعف.في المؤتمر، رغم أن وزير خارجية مصر محمود فوزي رسم الابتسامة على شفة الوزير الموريتاني شيخنا ولد محمد لغظف الذي ابدى له امتعاض. موريتانيا من جفاء العرب لها، فوعد بأن يأتوا فرادى معتذرين عما بدر منهم .تحقق وعده لكن بعد لأي.
وانطلق القطار الافريقي من أديسا بابا وسط عواصف وعراقل وتحديات كبيرة،كان حضور موريتانيا يشع ويخفت حسب اللحظة الافريقية.فتقلدت مناصب وكانت في الاغلب ضمن غمرة قيادة منظمة الوحدة الافريقية مقدمة رؤيتها ومُقترحةً لمعالجة ملفات معقدة ،في لحظات فارغة من مسيرة قاطرة وحدة القاة خفت الحضور الموريتاني بانسحابها من العملة الموحدة لغرب القارة ،وخروجها من التكتل الاقتصادي الذي ظل الى وقت قريب الأكثر تماسكا..
خفت بريق الدبلوماسية الموريتانية في افريقيا ردحا، وفي لحظات حالكة من تكالب الامم على القارة المثخنة بجروح الحروب العرقية وتغول الحركات الارهابية ومأساي قوارب الموت المنذرة بافراغ القارة من سواعد شبابها امل نهضتها، ودُقت نذر الحروب بين دول ركنها الشمالي الشرقي. اختارت اديسأ ابابا ان يلي الامر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الناجح في تضميد جراح بلده الذي وجده على صفيح ملتهب تتحرك كتل اشتعاله بسرعة نحو الانفجار ،فضمد تلك الجراح واطفأ تلك الشهب.
هو المؤهل للعب ذلك الدور،وبكل حزم وعمق نظر تحمل المسؤولية فاوض الشرق و الغرب فأزاح ديونا على دول كادت تعلن الافلاس،واستجلب استثمارات واعدة وداعمة لميزانيات بلدان بشروط مخففة لم يعهدوها في نشاطات من سبقوه ،تصدى الأزمات القارة بصمود العسكري وصبر الصوفي وهمة القائد.
كان يتحرك بصمت ويضع آلام ومأسي القارة على المنصات الدولية وامام قادة العالم بلغة خالية من الركاكة والاسفاف سواء تحدث لهم بلغة قومه أولغات الأقوام الأكثر نفوذا وانتشارا يقرأ خطبه المكتوبة من اليمين الى اليسار ومن اليسارا الى اليمين بفصاحة واحترام لقواعد النحو والصرف بطريقة تعز على الكثير من أساتذة التعليم العالي.
شكرا فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على ما قدمت لبلدك ولأفريقيا التي نحبها وتحبنا بصمت.