تحل اليوم الخميس الثامن والعشرون من نوفمبر 2024 الذكرى الرابعة والستون لعيد الإستقلال الوطني، وهي ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا، فقد حمل ذلك القرار الذي جاء استجابة لمطالب مشروعه وتاريخ من المقاومة الباسلة التي عرقلت الدخول الفرنسي لبلادنا..
تحل الذكرى هذا العام في ظل العديد من الأحداث والتغيرات التي طرأت المنطقة من حولنا من عدم استقرار وحروب داخلية، حفظنا الله منها، وهي ذكرى تضع عديد الإستفهامات حول الخلفية الكامنة وراء عدم اهتمام الغزاة الفرنسيين بالإعمار في موريتانيا كما فعلت مع بلدان جوار كانت تحت سيادتها..
هذه الوضعية يجب أن تدفع بالرأي العام الوطني بمطالبة السلطات العليا في البلد من أجل الضغط على الدولة الفرنسية ومطالبتها بالإعتذار والتعويض عن تلك الحقبة التي استنزفت فيها خيرات بلدنا الطبيعية دون أن تترك ما يدل على شعار الإستعمار الذي رفع للسبطرة على بلدان العالم الثالث ككل..
إن ما يؤخذ على هذه الحقبة أنها كانت مظلمة بكل المقاييس في ربوع وطننا الحبيب، حيث لم يكلف هؤلاء الغزاة أنفسهم عناء ترك ما يدل على أنهم مروا من هنا أو هناك، سوى تلك المقابر التي دفنوا فيها من لدن المقاومة الباسلة في الكويشيش والعصماء وراس الفيل..
لقد أثبتت معطيات الواقع الذي فرضه الغزاة بعد دخولهم لوطننا أن المقاومة كانت أحق بكثير من الفتاوي التي كان الهدف منها حسب أصحابها إخضاع البلاد لنظام يقضي على السيبة والإقتتال..
فالواقع الذي جاء بعد تراجع المقاومة المسلحة هو عدم اهتمام الغزاة ببلادنا وتركها في الحالة التي كانت عليها قبل دخولهم، وهو ما يجعل كلمة إستعمار غير واقعية في الحالة الموريتاتية التي لم ترث من الفرنسيين سوى نهب الثروات الطبيعية للبلاد وتركها في ماكنت عليه، وهو ما جعل جيل التأسيس يجد العديد من الصعوبات في بناء موريتانيا الحديثة ليس أقلها إنشاء العاصمة أنواكشوط..
إن فرحتنا بهذا اليوم لن تتعزز وتكتمل إلا إذا استطعنا الحصول على إعتذار من الغزاة، والتعويض المادي الذي سيسهم في تعزيز مسيرة التنمية والبناء التي نسير فيها، والتي ندفع فاتورتها باهظة بسبب لعنة عمل هؤلاء الغزاة.
فهنيئا للشعب الموريتاني والسلطات العليا بالبلد بهذا اليوم الذي شكل ميلاد موريتاتيا الحديثة.
الحسن ولد الشريقي
[email protected]