أنا متأكد أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى لا يرغب فى التطبيع و يدرك مخاطره على نظامه السياسي، قيد التشكل،و لولا إقدام الرئيس الأسبق ،معاوية، على إقامة علاقات بغيضة مع الكيان الصهيوني،و لولا ترحيب ولد غزوانى و خارجيته ضمنيا،بتطبيع الإمارات،لما تحدث البعض إعلاميا،فى أوساط البيت الأبيض الآمريكي، عن إحتمال رجوع موريتانيا لمحيط التطبيع الكريه.
لكن تجاهل نظام ولد غزوانى للخطوة البحرينية التطبيعية الخبيثة الخائنة و تضامن و تماسك أغلب الرأي العام الموريتاني على رفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني،كل ذلك يؤشر بقوة لبعد موريتانيا عن لعبة التطبيع السيئة المأساوية،أما لو غامر نظام غزوانى بالدخول على خط التطبيع، فسيكون ذلك قطعا نهاية فرصته فى الحكم،لأن التيار الرافض للتطبيع قوي، داخل المجتمع و مؤسستنا العسكرية و الأمنية،كما أن كل المعطيات تؤكد بعد النظام الراهن عن التطبيع و استحالة إقدامه على هذه المغامرة الحمقاء،التى أدخلت الإمارات و البحرين فى موجة من الاضطراب السياسي و الأمني و الاجتماعي،الذى سيتجلى و يتعمق بسرعة،خلال الفترات القادمة،بإذن الله،مهما كان دور الرخاء المادي فى التهدئة نسبيا.
و إن كان لنظام الرئيس الأسبق،سيد ولد الشيخ عبد الله دور مهم،إبان مرحلته فى الحكم،فهو تهيئته لقطع العلاقة مع تلابيب،و توج ذلك الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز، بقطعه الفعلي، لتلك العلاقة المشؤومة الكريهة،رغم مساوئ حكمه الجمة،و التى كان أبرزها استغلال النفوذ و ثرائه المشبوه الفاحش .
و فعلا ما لنا و للتطبيع ؟!،فمن لم يشارك بنفسه و ماله فى تحرير فلسطين و الأقصى الأسير، ما كان له أن يفرط فى ذرة من تلك الأرض السليبة المقدسة،و ستظل القضية الفلسطينية، هي قضية العرب و المسلمين المركزية،مهما كانت خيانات البعض و حماقاته و رعوناته،حتى يقول يوما كل حجر و شجر هناك،يا مسلم يا عبد الله،هذا يهودي ورائى، تعال فاقتله،إلا شجر الغرقد،فإنه من شجر اليهود،حسب حديث الصادق المصدوق،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم.
و سيندم المطبعون و يذهبون غير مأسوف عليهم إلى مزبلة التاريخ.